23 ديسمبر، 2024 4:49 ص

أذكروا محاسن أحيائكم .. 

أذكروا محاسن أحيائكم .. 

وأنا أقلب في ترجمة “غوغل” عن معنى أسم “Trump ” ظهرت لي مفردات تدل على هذا الأسم ومنها أنه يدل على ” لون مفضل ” و ” صوت البوق ” و ” ورقة رابحة” وفي الأفعال فأنه يدل على ” لعب بالورقة الرابحة ” و ” أخذ الورقة الرابحة” .. والظاهر أن مقولة ” لكل إنسان نصيب من أسمه ” لم تفارق صاحبنا مع هذه المرادفات الأسمية والفعلية.
فقد أستمد لونه المفضل والخاص بهِ في أنماط حياته وهو يضحك على الجميع بقلبه قبل أن يضحكوا عليه بتصرفاته الغريبة مردداً في داخله “أنكم تدعون أنني مجنون وجمعت ما جمعت من الأموال ناهيك عن الأصوات التي أنتخبتني فهاتوا بعقلائكم ليبارزوني أن كنت صادقين “.
ثم أطلق “صوت بوقه” الذي عصف بالرتابة والهوادة والجمود الذي اصاب الماكنة السياسية والعسكرية الأمريكية ليزيح ذلك الصوت المرعب الضيف القادم و الصدأ المتلاطم الذي بدأ يلتف حولها ، وأخر ذلك التردد والرجيف هو ما وضعته الإدارة الأمريكيةقبل مايزيد عن شهر على طاولتها وهددت بكافة الخيارات ومنها الخيار العسكري رداً على قصف روسيا لحلب واذا بنا نفاجاٌ بعد ايام قلائل من تلك الخيارات بأن تلك الإدارة أخذت وضع الأنبطاح وأزاحت الخيار العسكري من ذاكرة وواجهة الملف السوري . 
 أستغل ترامب تلك “الورقة الرابحة” ليرمي بجوكره المعنف على طاولة الأحباط والتقهقر الذي ظهر على الصعيد الوطني قبل الدولي وليعزف بمناظراته على ذلك الوتر ليبرز أنياب عظمة أمريكا ويذكر بأنها لم ولن تكون يوماً مارداً تفرك مصباحها روسيا وأوربا ليخرج من قمقمه قائلاً ” شبيكم لبيكم عبدكم بين يديكم ” .ولم يذهب بعيداً ترامب عندما اراد قلب تلك الطاولة بتركيزه على تخبط الإدارة السابقة لأوباما في السياسة الخارجية حيث تحدث بشجاعة وصراحة عن حتمية نقض الأتفاق النووي مع إيران مماجعل تلك الأخيرة ترتعد فرائصها وتهدد وتتوعد في آخر تصريح لقادتها من تبعات تلك الخطوة ولترجع ابتسامة ظريف إلى بؤسها بعد فوز ترامب وكأنه كابوس قادم ، فضلاً عن تهديده لحزب الله وتعهده بتجفيف منابعه الإيرانية وفي الملف الروسي اشار بان روسيا أصبحت لاتحترم قادة أمريكا وكأنها أشارة خفية إلى عودة قوية للدور الأمريكي في المنطقة وأرجاع الدب الروسي لمناطقه الثلجية وأبعاده عن المياه الدافئة.   وهنا أود أن أشير أنه يجب علينا أن لا نركب الموجة التي تتخوف من ترامب لأن ورائها دوائر معادية وتريد أن تورطنا بهذا التخوف ، ولأن المحصلة النهائية تقول : قد جربنا عقلاء الديمقراطيين فأتضح أنهم بسياسيتهم الثعلبية وصمتهم الماكر أشد بلاء من الجمهوريين الذين ليس لديهم ما يخفونه أو يخافونه.

أذن ما أصابنا في فترة أوباما ووزيرته كلنتون لايمكن أن يصيبنا أسوء منه وربما ومن باب التفائل أن صراع الأقطاب يخفف أو يقلب المعادلة الرتيبة التي جثت على صدورنا لثمان سنين عجاف خلت كانت بحق تمثل قمة المؤامرات الخفية والفوضى الاخلاقة التي أصابت الكثير من دول المنطقة وخاصة العربية منها.