18 ديسمبر، 2024 8:58 م

أذربيجان – لؤلوة القوقاز تحتفي بالذكرى الثلاثين لإعادة استقلالها

أذربيجان – لؤلوة القوقاز تحتفي بالذكرى الثلاثين لإعادة استقلالها

تحتفل جمهورية أذربيجان الحديثة بمرور 30 عامًا على إعادة استقلالها في الثامن عشر من أكتوبر عام 1991، وهي امتداد لجمهورية أذربيجان الديمقراطية التي تأسست في الثامن والعشرين من مايو عام 1918 كأول جمهورية ديمقراطية في الشرق الإسلامي.
في تاريخ 18 مايو/ آيار 1918، أعلن رئيس مجلس الشورى الوطني في أذربيجان، محمد أمين رسول زاده تأسيس جمهورية أذربيجان،بيد أن الجمهورية الأولى استمرت للأسف نحو عامين فقط حتى عام 1920، ففي 28 أبريل قامت قوات الجيش الأحمر الحادي عشر بغزو جمهورية أذربيجان التي كانت تعاني في ذلك الوقت ظروفا داخلية وخارجية صعبة, ليلة اجتياح جيش الاحمر لمدينة باكو كانت ليلة دموية، حيث اجتاحت القوات السوفيتية المدينة، فقتلت المدنيين ودمرت كل شيء في طريقها من أجل قمع رغبة وارادة الشعب في الاستقلال بعد أن انحازت القيادة السوفيتية للأرمن، وبلغ عدد الشهداء الذين سقطوا خلال تلك المجزرة 137 مواطنا من المدنيين و37 جنديا اضافة إلى جرح اكثر من 700 شخص غالبيتهم العظمى من المدنيين الذين تصدوا للدبابات السوفيتية بصدورهم العارية .
خرجت باكو بأسرها لتشيّع شهدائها في تظاهرة مهيبة ضمت أكثر من مليون مواطن ،تحقق لاذربيجان الاستقلال والسيادة بفضل شهدائها الذين سطروا ملحمة وطنية خالدة.
ومع احتلال قوات الجيش الأحمر الحادي عشر، دخلت أذربيجان فترة امتدت 70 عامًا من الحكم السوفيتي وحتى عام 1991، ثم استعادت مكانتها في المشهد التاريخي مرة أخرى كدولة مستقلة في 18 أكتوبر 1991.
والجدير بالذكر أن تأسيس هذه الجمهورية عام 1918، لم يكن بالأمر اليسير في بداية القرن العشرين، حيث كان العالم يعاني الحروب والاضطرابات والصراعات بجميع أشكالها العسكرية والعرقية والدينية؛ فضلًا عما كانت تعانيه أوروبا الشرقية ومنطقة القوقاز من الانقلابات الشيوعية والحروب الأهلية، الأمر الذي سهل على الجيش الأحمر السوفيتي احتلال المنطقة.
لم يكن إعادة استقلال أذربيجان سهلًا، حيث واجه الكثير من الصعوبات والتحديات والمعوقات، كان من أبرزها ما جرى على المستوى الداخلي، حيث کادت أن تندلع حربًا أهليـة طاحنة بين رواسب وأتباع النظام السوفيتي السابق الذين ارتبطت مصالحهم وحياتهم به، وبين الثوار والشعب من جهة أخرى، وبدأت بالفعل وقوع العديد من الاضطرابات وانتشار الفوضی في البلاد.
وعلى الرغم من أن الأذربيجانيين عاشوا تحت الحكم السوفيتي لمدة 70 عامًا، إلا أنهم لم ينسوا أبدًا أن لديهم دولة تمنح حقوقًا متساوية لجميع المواطنين بغض النظر عن العرق والدين والطائفة والجنس.
وخلال الـ30 سنة الماضية عززت أذربيجان اقتصادها وجيشها كما عمقت علاقاتها الثنائية مع الدولة الشقيقة تركيا لتصبح لاعبا إقليميا قويا.
بعد معارك ضارية استمرت 44 يوما، تم توقيع البيان الثلاثي في 10 نوفمبر 2020، بين روسيا وأذربيجان وأرمينيا حول وقف إطلاق النار، والذي يحتوي على استسلام أرمينيا، واحترام السيادة والوحدة الترابية لجمهورية أذربيجان المعترف بها دوليا، حيث احتلت أرمينيا الأراضي الأذربيجانية في بداية التسعينيات عند استقلال أذربيجان الفتية، واستمر هذا الاحتلال حوالي 30 سنة، رغم قرارات الأمم المتحدة، وغيرها من المنظمات الدولية بخصوص الانسحاب الفوري للقوات المسلحة لأرمينيا من هذه الأراضي الأذربيجانية.
الان من أهم أولويات الحكومة الأذربيجانية حاليا بعد تحرير الأراضي في منطقة قره باغ من المحتل الارميني هي تطهيرها من الألغام وغيرها من الذخائر الحية والتي ما زالت تشكل خطرًا على أرواح المواطنين، وكذلك القيام بترميم المدن والمناطق الأخرى التي دمرت كليًا، وتهيئة الظروف اللازمة حتى يتم توفير عودة طوعية وآمنة وكريمة للنازحين إلى أراضيهم.
على مدار 30 عاما، اصبحت جمهورية أذربيجان واحدة من الدول التي تضمن أمن الطاقة الأوروبي، حيث يتم تشغيل مشاريعنا عبر الوطنية الناجحة مثل خط أنابيب النفط باكو-تبليسي-جيهان، وخط أنابيب الغاز باكو-تبليسي-أرضروم واستمراره، وخطوط أنابيب الغاز طان وطاب، وسكة حديد باكو-تبليسي-كارس. الى جانب أن أذربيجان مشارك في مشروع “طريق الحرير العظيم” وأصبحت مركزا للنقل الدولي بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، وأن علاقات أذربيجان مع جميع بلدان العالم تستند إلى مبادئ الاحترام والتعاون المتبادلين.
تعد جمهورية أذربيجان لؤلؤة منطقة جنوب القوقاز بلد رائد من حيث دخل الفرد والعديد من المؤشرات الأخرى، ولديها فرص وافرة للاستثمار الأجنبي، ولهذا الغرض فقد تم إنشاء “مجمع سومغايت الصناعي” و”منطقة الات الاقتصادية الحرة”، بالإضافة إلى قانون حماية الاستثمارات الأجنبية وتم توفير قواعد تشريعية أخرى، إلى جانب تطوير قطاعات أخرى من الاقتصاد مثل الصناعة والزراعة، وتتخذ خطوات مهمة لجذب الاستثمارات الأجنبية.