23 ديسمبر، 2024 8:48 ص

أدمغة محشوة بالبهتان!!

أدمغة محشوة بالبهتان!!

أعظم إنجازات النفط بعائداته العدوانية علينا , أنها ملأت رؤوسنا بالأفكار المتطرفة دينية وحزبية وغيرها , وهي ذات هدف واحد واضح وفاعل في تدمير وجود الأمة.
أين ذهبت أموال النفط في العقود السبعة الماضية؟
هل عمّرت؟
هل أستثمرت في بلدان العرب؟
إن النسبة العظمى منها إستنفذت في الحروب والصراعات وإذكاء الفتن , وتأهيل العرب لإفناء العرب , وتدمير ديارهم ومحق تأريخهم , وتشويه سمعتهم , والعدوان على قيمهم وُمثلهم ودينهم , والهجوم على علاماتهم الفارقة , وطمس ذاتهم وجوهر هويتهم.
أموال النفط إشترت الأسلحة اللازمة لقتل العرب , وكانت السبب الرئيسي لإذكاء الحروب فيما بينهم , وبينهم وجيرانهم , وما غنم العرب من أموال النفظ غير المعاناة والوجيع المتراكم الشديد , بل أنها كرهتهم بأوطانهم وعروبتهم ودينهم.
قد يرى البعض غير ذلك , لكن أدلتهم ضعيفة وبراهينهم واهية , وإثبات سوء إستخدام أموال النفط لها ما يبرهنها من أدلة دامغة , وآخرها حرب اليمن , وقبلها موجة تسويق الأفكار المتطرفة ومساندة المجاميع المارقة عن العصر , وإمدادها بما يؤهلها لتقبيح صورة العرب والدين في أرجاء الدنيا.
فهل تغافلتم عما جرى في الربع الأول الدامي من القرن الحادي والعشرين , الذي تدمرت فيه ديار العرب , وفقدت العديد من حواضره معالمها , وما يميزها ويؤكد دورها الحضاري المنير.
وتجدنا اليوم أمام دعوات ذات غايات خفية , تحاول أن تدلي بإعترافاتها عما جرى , وبأنها تريد أن تدير دفة المسيرة العربية إلى مرافئ الصواب , وهذا هو البهتان المبين , فهل تصلح النيات ما أفسدته أموال النفط؟
إن العرب أثبتوا بأنهم دون قدرات إستثمار الثروات الهائلة التي توافدت عليهم , ولن يتشافوا من وجيعهم إلا إذا مات النفط وذهبت ريحه , وأصبحوا أمام واقعهم ومصيرهم , يتلفتون يمنة ويسرى , ويتوسلون ببعضهم ويريدون العون والإسناد لكلهم , عندها فقط يتعافى العرب من وباء النفط الذي أصابهم بأفدح الأضرار.
فألف لعنة ولعنة على النفط الذي إحترقنا به وفيه!!