26 نوفمبر، 2024 1:54 م
Search
Close this search box.

أدعياء العروبة والطائفية

أدعياء العروبة والطائفية

أنت عربي ومن حقك وواجبك ان تعمل لصالح قومك وامتك وتدعو الى الوحدة والحرية والاشتراكية او تتبنى المفهوم العروبي اوالاسلامي او اي نهج سياسي آخر في ادارة مجتمعك ودولتك بما يحقق لها اهدافها ويضعها في مصاف المجتمعات المتقدمة، من حقك ان تفعل كل ما يضمن لها السعادة والرفاهية والحياة الكريمة، ولكن بشرط الا يكون ذلك على حساب حقوق الاخرين وحرياتهم وطريقة عيشهم في الحياة، من حقك ان تتغنى بالامة العربية ومآثرها وبطولاتها ليل نهار ولكن ليس من حقك ان تفرضها على الامة الكردية مثلا، فلكل امة خصائصها ومآثرها التي تفتخر بها، وان فعلت ذلك فانك انسان عنصري وشوفيني تنقاد لنوازعك الشريرة التي لاتختلف ابدا عن نوازع هتلر وموسوليني و صدام او اي ملعون آخر.. ومهما تتخفى وراء شعارات عرقية وفلسفية تافهة وتتحجج باعذار واهية، فان مصيرك في النهاية السقوط ومزبلة التاريخ مثلهم..” سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا”…
والامر ينطبق على الشيعة بعد 2003 ايضا، فهم يكررون نفس اخطاء السابقين ويسيرون على ضلالهم خطوة خطوة مع زيادة في الشحن الطائفي وزرع بذور الشقاق والصراع في المجتمع على اساس طائفي، ووفق هذا المنظور حكموا البلاد وشكلوا ميليشيات الخطف والقتل والتهجير، وفعلوا كل ما استطاعوا لتكريس الحقد والكراهية في ظل الرآية الخالدة (يا لثارات الحسين)، فانتشرت الحروب والمجاعات وشاع القتل على الهوية واختفى الامن والامان وكثر الفساد والمفسدين وسقطت المفاهيم الاخلاقية واختفت العادات”العراقية”الاصيلةودخل المجتمع في دوامة من الاحتفالات والشعائر والبدع الدينية التي ما انزل الله بها من سلطان، كل يوم تضاف شعيرة دينية على شعائرهم التي لا نهاية لها، حتى وصلنا الى شعيرة النطح والتطين والنباح كالكلاب امام الاضرحةو.. يجري كل ذلك وسط سكوت مطبق وتشجيع ضمني من قبل الحكومة والمراجع الدينية، واذا ما تجرأت وحاولت ان تنتقد هذه العادات المتخلفة وتتصدى لمحاولاتهم الدائمة في الهيمنة على المجتمع العراقي، فانهم سرعان ما يوصمونك بالطائفية ومعادات اهل البيت وغيرها من الاتهامات الفارغة..ورغم تفاهة هذه العادات التي تسيء الى العقل العراقي وكرامته قبل اي شيء آخر، فانهم احرار تماما في ممارستها ضمن اطار مكونهم الطائفي ومجالسهم الخاصة ولا احد يلومهم فيها ولكن ان تتحول الى عادة وطنية وقومية و تفرض على العراقيين فرضا وتصرف عليها من خزينة الدولة وتتعطل بسببها دوائر الدولة ومؤسساتها الرسمية، فانهم ليسوا احرارا ابدا، ولا ينبغي السماح لهم بتحويل البلد الى ساحة لممارسة طقوساتهم المذهبية.
من سوء حظ الاكراد انهم عاشوا المرحلتين من الحكم العروبي الشوفيني والحكم الشيعي الطائفي وعانوا كثيرا من قمعهما وعنجهيتهما الفارغة حتى تلخبطت حياتهم وتعقدت حالتهم النفسية ولم يعدوا قادرين على اتخاذ قرار حاسم ينقذهم من حالتهم المبعثرة!
ولم تكن تجربة الحياة في ظل العبودية سهلة عليهم ابدا، فكانوا امام خيارين صعبين لاثالث لهما ؛ اما ان يسايروا اجندة الاعداء العنصريين ويستسلموا لافكارهم الطائفية التافهة واما ان يتعرضوا الى القتل و والتعريب والتهجير والتجويع، فاختاروا الطريق الثاني الاصعب دون تردد او تفكير وفضلوا الكرامة على العبودية والموت على الخضوع للمجانين وقطاع الطرق وادعياء الدين والقومية.

أحدث المقالات