23 ديسمبر، 2024 6:50 ص

المجتمع المستقر المنتج للعلوم والمعارف يزدهر فيه الأدب والمسرح ويبدع فيه الشعراء والمغنين وبذلك ينخرط كل اولئك الأدباء في النفعية المجتمعية وكلما ازدهر المجتمع وزادت ثقافته ووعيه زاد فيه الادب النافع ذو الرسالة التثقيفيه والتربوية المستثمرة لمفردات لغتنا العربية الجميلة .
المجتمع المريض يمرض فيه الادب ايضاً وتنحرف معطياته وتتردى مخرجاته فتجد كماً من المسرحيات ولكنك لن تجد المسرح وكما من الشعراء ولكن بلا قصائد وكماً من الكتاب بلا كتب ولا هدف وهذا ما اصيب به مجتمعنا اليوم حينما انتشر ادب التفاهه ولاقى من يروج له ويطبع له الكتب وهو ما سأدعوه بأدب الحشاشين .
عموماً لا يمكن ان نحدد تأريخاً لنشأة هذا الأدب ولكن بالامكان ان نرجعه الى فترة الحصار في تسعينيات القرن الماضي حينما بدأت بواكير ادب التفاهه بالظهور فنشرت كتابات بجمل غير مترابطه وبلا رسالة او هدف يختلط بها المفردات من الفصحى الى المحلية وتغيب عنها الرؤيا وحينما تنتهي من قراءتها لا تعلم عن اي شيء تحدث الكاتب ولاتصل معه الى نهاية تشبع فضولك وتطفيء ظمأك الثقافي .
يتميز الكتاب الحشاشين ببعض المزايا المشتركه لعل ابرزها ضعف التحصيل الأكاديمي والبعد عن التخصص الأدبي وضعف الاتصال بالأدب الراقي فلا يعرف غالبيتهم روائيون سواء شرقيون او غربيون ولم يكملوا لهم كتاباً واحداً وان صادفوا اي مثقف حقيقي تراهم يهربون منه حتى في صفحات التواصل الاجتماعي فلا اصدقاء لهم الا من يمتدحهم او على شاكلتهم كما يتصف هؤلاء بكثافة الانتاج فترى احدهم في ليلة واحده قد يؤلف كتاباً خصوصاً بعد ان ينتشي بما يثقل عقله ولسانه فتنفتح قريحته عن جمل متناثره غير مترابطه تشعرك فوراً انك تقرأ لمخمور غاب عنه نصف عقله ومصيبتهم انهم يلاقوا صدىً في الاعلام فيتوهموا انهم في مصاف المشاهير ولكن في التفاهه .
يلتقي ادباء الحشاشين في مقاه وحانات خاصه واكثر اصدقائهم من الطبقات الدنيا يحملون معهم حقائب او كراريس واقلام وبعضهم لا يستخدم الا قلم الرصاص ليضفي على نفسه لمحة الاديب الزاهد الغائب في اللاوعي يمزج ذلك بمظهر اكثر زهداً وكأنه احد علماء الفيزياء من الذين لا يجدوا وقتاً حتى لترتيب شعورهم ومظهرهم .
الادب التافه انتشر في عدد من المجتمعات ابرزها الهند ومن بؤر بائسة وفقيره ومن ثم اول ظهوره كان في مصر في ازقة العشوائيات ومنه ظهرت اغاني التكتك او الاغاني الشعبويه التي تفتقر لكل مقومات الطرب الا انها تساعد الحشاش على سرعة الانتشاء بما تحويه من ايقاع راقص .
ظهور هؤلاء في ادباء بغداد جريمه وانتشارهم سيوئد الادب العراقي ويحط من مكانته خصوصاً وهم يلقون من يتلقف هرطقاتهم من صحف و دور النشر التي تنشر لهم تلك الترهات لتسيء للادب العربي في العراق حيث ان الادب الكردي لايزال محافظاً ومحترماً ونافعاً ولم تناله عدوى التردي ويضيف للثقافة الكرديه ولا ينتقص منها . ختاماً ايها الحشاشون لقد اسأتم للادب وللمجتمع كفوا السنتكم التي اثقلها المخدر عن ذائقتنا وعن شبابنا ولا تصدقوا انكم ادباء الصعاليك فأين انتم من اولئك ، بل انتم ترون انفسكم بمرايا مقعرة توهمكم بما تعكسه من صور وكفوا عن انزال القمرفي جوف حوت ازرق ، ونظرت اليك من ثقب الاوزون ومن تلك الجمل والعبارات الركيكة صياغةً ومعان ولا تتخذوا من تفاهات كتاباتكم سبيل للعيش والتسول فذلك يخرجكم من المجتمع الصحيح ذو الافراد الاسوياء النافعين الى المجتمع المريض ذو الافراد المضرين غير المنتجين ينضحون تفاهه تسمم العقول والاذواق .