23 ديسمبر، 2024 3:29 م

أدارت فينوس الحاكي نحو حوض سليمان

أدارت فينوس الحاكي نحو حوض سليمان

ذهبت لأتوس وتحدثت معه عن نيكوس كازنتزاكي صاحب رواية زوربا والطريق الى غريكو ، وهطلت الثلوج عليّ ولم أغادر مكاني إلا بعد أن أنهضني المارةُ الأجانب بعد أن صاحوا بي سنو سنو ، ثم عبرت بالباخرة الى جزيرة كريت من ميناء بيرية ،وصادفت صديقاتي اليهوديات بعد يومين من مغادرتنا أنقره ، عدت من كريت الى أثينا وجالست أعمدة الأولمبك ومسرحه ،رأيت هوامش لأرسطاطليس وسألت أحد الرهبان عن عام 275 قبل الميلاد وأرشدني الى مجلس الحكيم التراقي ، في المساء ذهبت لدافنا ( مدينة الخمور ) أضعت ساقيّ في المدينة ولم أعد الا صباحا بعد أن إصطحبتني بائعةُ هوى الى منزل في مشارف المدينة ،في اليوم مابعد التالي ذهبت لجزيرة ميكانوس ، وفي طريق العودة هطلت الثلوج بكثافة فتدفأت بالقيمر والعسل في ساحة أمونيا ، وفي

الروستورانت كتبتُ نصا وارسلته (آنذاك ) الى جريدة العراق ، سمعت أخبار الحرب من صوت الجماهير ورحب بي رجل عراقي كريم ، وتحدثنا في الشعر والصحافة والمستقبل ، لم أدر أين أتجه بعد ذلك ،حين فتحت الخارطة لمحت ملامح إيطاليا ، وقلت ماذا أنتظر.. ووطأت أرض المكرونة ،وفي وسط العاصمة روما عند مقهىً للغرباء ، طلبت الشايَّ ، قدمه لي النادل في قدحٍ عليه صوره دافنشي ، سألت النادلَ

كيف أسرق القدح ،إبتسمَ وعاد ومعه علبة معدنية مزججة وفي داخلها صحن دافنشي ، إنحنيت وقلت له بعد الآن لن أسالك عن إنجارتي ولاعن تاجر البندقية ولاتحدثني عن موسوليني وحروبه في الصحراء، لم أدر وأنا في مقهى الغرباء كيف بدأت بحساب الوقت إعتمادا على الشخصيات التاريخية بعد أن بدأ جليسٌ جواري يكمل ما بدأت به مع النادل ،وحين تحدث عن الهتلرية الجديدة في ألمانيا ومبادئ مترنيخ تأكدت أني سأكون تحت موس الحلاق ،غادرت المقهى وتنفست بعمق حد الإختناق،مرت السحب وهيأت لي إطارا فكريا كي أبدا بالعناصر الأولية التي يتألف منها الحس واللاشعور وكدت أطرد الأسماء المجردة من خيالي إلا أن فينوس أدارت الحاكي نحو حوض سليمان ، ومع

الريح مرت أسراب من البط البري ومرت فتيات انطاكية فانحنيتُ فوق الأقواس الثلاثة ،لم ألامس السرير كان يكفي أن أتمدد على الأرض وأستنشقت رائحة الشاي رغم تباين مسافة عن مسافة وبقيت الباخرةُ في الجزء الأسفل من اللسان القاري ورغم أن الثلج لم يهبط بعد ، لكن المستقبلين والمودعين كانوا ينظرون الى السماء ويرددون (سنو .. سنو.. ) ورغم أنهم إنتظروا إله الشمس منذ عصرين لكنهم إكتفوا بالليلة التي تبولوا بها فوق الخرائط وبقوا يسردون حكايا بعضهم للبعض تحت موس الحلاق ، ولم يبالوا إن كانت الأشياء منطقية أو غير منطقية ،

[email protected]