على هامش الاعلان عن معرض طيران العراق المزمع عقده في شهر حزيران القادم برعاية سلطة الطيران المدني العراقي والذي أتمنى والكثير من المهتمين والمراقبين بشؤن الطيران العراقي أن يكون ملتقى يضم أصحاب القرار والاستشاريين والخبراء في مجال الطيران لايجاد الحلول الواقعية لمجموعة المشاكل التي يعيشها القطاع منذ زمن ليس بالقليل من خلال جلسات حوارية بناءة يحضرها هؤلاء المختصون من داخل العراق او خارجه .
لقد أحدثت المتغيــرات الداخلية في العراق تأثيــرات سلبية على واقع الطيران العراقي أدى الى تراجع وتدهور واضحين لهذا القطاع نتيجة الإهمال والتقصير الذي تسببه الاشخاص الذين كانوا في المراكز الادارية العليا في القطاع مما ادى الى تراجع في الأداء والمتطلبات والخدمات وأصبح هذا الموضـــوع يمثـــل إنـــذارا لكافـــة المســـؤولين المعنيين في الطيـــران المدنـــي العراقي بأن هناك أزمة حقيقية يجب حلحلة مشاكلها التي اصبحت تهدد هذا القطاع وخصوصا اذا علمنا ان العراق واحد من خمس قطاعات في العالم ( لم ) تجتاز سلطات الطيران فيها البرنامج العالمي لتدقيق مراقبة السلامة (USOAP) الذي يضمن رجوعه الى المنظمة العالمية للطيران المدني ( الايكاو) وان الناقل الوطني الوحيد فيه ( شركة الخطوط الجوية العراقية ) هو الاخر خارج الاتحاد الدولي للنواقل الجوية ( الاياتا) بسبب عدم تجاوزه برنامج التدقيق الخاص بالانضمام الى هذه المنظمة رسميا والاسوء هو حظر طيرانه فوق اوربا منذ اكثر من 4 سنوات , كل هذه المشاكل وغيرها تستوجب من المعنيين ان تكون لهم رؤية واضحة لخطة استراتيجية تهدف الى انقاذ القطاع وأن يكون طرح فكرة عقد هذا الملتقى ضرورة وان يتم دعوة كل من له علاقة بقطاع الطيران المدني والعسكري بالاضافة الى ممثلين عن وزارة التعليم العالي ودعوة القطاع الخاص من الراغبين بالاستثمار في هذا القطاع , وأن تتضمن المحاور الرئيسية لهذا الملتقى المواضيع الاساسية التالية ..
الخطط الاستراتيجية لقسم السلامة الجوية ( القلب النابض لسلطة الطيران المدني ) في أعادة بناء وتطوير قطاع الطيران العراقي , وتقييم إلتزاماتها تجاه المنظمات الدولية ذات العلاقة , مع وضع خطة عاجلة لاجراء التعديلات الواجبة على قانون السلطة 148 لعام 1974 بما يلائم الوضع الحالي والمستقبلي للقطاع .
ايجاد الحلول السريعة لوضع الناقل الوطني العراقي بهدف اعادته الى ريادته وماضيه حيث كان في مقدمة شركات النقل الجوي في المنطقة تحلق طائراته في سماء العراق والدول المجاورة بعدد من ساعات الطيران الخالية من الحوادث والكوارث . ووضع الحلول لمشكلة الحظر الاوربي عليه منذ اكثر من 4 سنوات ولحد الان , كما يجب وضع الخطط لسرعة جلب الطائرات المتعاقد عليها منذ عام 2008 من مناشئها كون ان استلامها سيسهم بشكل مباشر في عملية اعادة بناء وتطوير اسطولها , مع وضع الرؤى لانشاء شركات طيران اهلية ( استثمار خاص) للخطوط الداخلية والإقليمية وفق معايير عالمية .
تطبيق مبدأ الشفافية كمبدأ عام في إدارة شؤون قطاع الطيران العراقي والذي سيساعد على التحول الى الافضل لهذا القطاع الذي عانا ما عانا من فصول الفساد والهدر المالي.
الاهتمام جديا بالمؤسسات التعليمية المتخصصة بعلوم الطيران للحاجة لها لإمداد سوق العمل المتخصص فى هذا المجال بالكوادر البشرية المؤهلة مع ضرورة أنشاء مركز ابحاث الطيران لأجراء البحث العلمي التطبيقي والتصميم والتطوير وتقديم الاستشارات والحلول الهندسية الابداعية في مجال صناعة الطيران في العراق.
تعزيز جودة مشروعات البنية التحتية للمطارات والاهتمام في أنشاء عدد أكبر من المطارات في العراق من خلال مساهمة القطاع الخاص باستثماراته لبناء واعادة تاهيل المطارات العراقية لرفع كفاءتها وتحسين الخدمات المقدمة للركاب وزيادة قدراتها الاستيعابية وحل مشاكلها الفنية .
لقد برزت الجاحة الملحة للاهتمام بهذا القطاع الحيوي برؤى وحلول واقعية تهدف الى تحسين الاداء الاداري والفني لقطاع الطيران والخطوط الجوية العراقية والايفاء بمتطلبات منظمات الطيران الدولية المعنية لعودة هذا القطاع الى ماضيه المشرف , حيث كان العراق ضمن اول 52 دولة في العالم وقعت على اتفاقية شيكاغو المنظمة للطيران حول العالم قبل أكثر من 70 عاما , وان لاتكون أزمته مستمرة وان تغلق ملفات هذه المشاكل باسرع وقت حفاظا على سمعة الطيران في العراق .