منذ أكثر من (35) سنة والمنفذ الحدودي (سومار) في محافظة ديالى متوقف عن العمل إجبارياً، بفعل الممارسات العبثية والتخريبية، لمحاربة أبناء المحافظة وركود الجوانب الاقتصادية، بين العراق وجمهورية إيران الإسلامية ، والذي ساهم في تعطيل الأيدي العاملة، وإنعدام حركة التبادل التجاري منذاك، فأسدل الستار على المعبر الحيوي ردحاً من الزمن.
يتقاتل الحمقى من أجل المناصب والمكاسب، ولا يدركون أن البطالة وصلت الى مستوى رهيب أيام الحكومة السابقة الفاشلة على أن إفتتاح معبر سومار سيوفر أكثر من (1500) فرصة عمل لأهالي ديالى، الذين عانوا الأمرين لسوء الأوضاع الأمنية والإقتصادية، ورغم ذلك فلم يتجرأ أحد على إزاحة الستار والغبار عن هذا المنفذ القديم ولأسباب مجهولة غير واضحة!.
العراقي شخص أسطوري، لأنه ينحت من المصائب حكايات عملاقة، ويقدم على إنجازات أوقدت الأمل والعمل في نفوس الشرفاء، الذين يريدون خيراً وإنفتاحاً على العالم، بعد ما أقحمه النظام البائد في دوامة من البؤس والحصار والفقر، وقد جاء اليوم الذي ننتظره لرفع الستار عن هذا المعبر المهم، فما كان من وزير النقل باقر الزبيدي، إلا أن يفرح القلوب ويشرح الصدور بإنجاز كهذاّ!
الطريق لم يكن معبداً بالورود امام خطوة جبارة، فقد سبقها كثير من الجهد والتخطيط المتقن، لقيادات أمنية وبرية ولوجستية، لكي يتم إزاحة الستار عن المنفذ (سومار)، خاصة وأنه يعد ثاني أكبر منفذ للتجارة بين العراق وإيران، وقد حطم وزير النقل فكرة اليد الواحدة تعمل، فلا موارد لإقتصادنا إلا بزيادة أبواب جديدة للتبادل التجاري.
مغفلون هم أغلب الساسة الذين لا يستطيعون أن يطبقوا أفكارهم على أرض الواقع، رغم النكبات التي ألمت بنا، ولكن التحدي والصمود الذي ينفرد به الوزراء الشجعان، أثبتوا للعراقيين أنهم موظفون من الدرجة الممتازة، لخدمة أبناء العراق العظيم، وليكونوا عند حسن المرجعية التي أوصتهم بالشعب خيراً، ليتحقق الأنتصار على جميع الأصعدة.
إعمل بصمت ودع عملك يتكلم، لان الأقاويل لا تنتهي، فليس كل ما يقال يدخل في عالم الصدق، فبالأمس وعدنا الوزير السابق بمترو أنفاق، ولم نر حتى متراً يحفر! أما الأعمال التي تنطق بذاتها على مرأى الناس، لأنك تستطيع صعود التكسي النهري والقطار الصيني، وتتبادل البضائع مع الجارة إيران عبر سومار، وهذه خطوات بطيئة لكنها فعالة تصب في مصلحة الوطن والمواطن.