22 نوفمبر، 2024 11:07 م
Search
Close this search box.

أخيراً .. أظهر العراقيون هويتهم الحقيقيّة

أخيراً .. أظهر العراقيون هويتهم الحقيقيّة

لا تُحدّثني عن آلحضارة وآلتأريخ والثروة وعن سرجون وحمورابي ونبوخذ نصر و صدام ومن تبعه للآن لتحمير الناس: فهؤلاء المجرمين كانوا من مدرسة واحدة, هي مدرسة الشيطان اللعين وإنّ إدّعوا ما إدّعوا من الوطنية و الأسلام والأنسانية والدّعوة لله مستمدّين نهجهم و قصورهم من الحضارات التي بُنيت على جماجم الفقراء وحقوق المستضعفين لرغبات وشهواتهم ورفاههم!

لا تُحدّني بكونكم أوّل من علّمَ الناس الكتابة؛ فأنتم بحديثكم هذا مُخطئون ومذنبين كما أخطأتم في إنتخابكم للظالمين لفقدان الفكر.

حتى ألكتابة المسمارية التي تدّعون بأنها ظهرت في العراق قبل 5000 سنة(1) خطأ كبير و وصمة عار على جبين من إدعى ذلك, لأنّ حقيقة تأريخها وأصلها على الأرض يعود إلى ما يقرب من 10000 عام حين حمل معه آدم(ع) ثم نوح دعاءاً هامّاً من الله مكتوباً بآللغة الآرامية ليحميه من المخاطر على الأرض(2) و لغباء القوم لم يكتشفوا ذلك حتى تمّ العثور على تلك اللوحة التي كان يضعها نوح(ع) في مقدمة سفينته في جزيرة قاف في وادي أرارات بروسيا من بقايا السفينة عام1951م لتنكشف الحقيقة للعالم, و هذا يعني تخلفكم إلى حدٍّ بعيد في الكتابة ثمّ الفكر وليس العكس كما تصور الأكاديميون بآلخطأ(3).

العراقيون حين قبلوا بعادل عبد المهدي حاكماً جديدا عليهم خلفاً للحاكم الأنكليزي السابق السيد العبادي و أمثاله؛ إنّما قبلوا بشبيه صدام و عودة نظام البعث بآلكامل و لكن بثوب آخر و عنوان جديد مطرّز بالديمقراطية و الانتخابات وآلآمال الكاذبة..

فبعد كل الذي كان؛ هل هذا مستوى العراقيين حقاً بحيث لا يروق ولا يطيب لهم سوى الظالمين كالبكر و صدام ومهدي وأمثالهم؟

هل نسى أو تناسى العراقيون – وفي مقدّمتهم الأكاديميون و المثقفين والأعلاميين – ما جرى عليهم بسبب ثقافتهم التي أنتجت هؤلاء الظالمين؟ فكيف يمكن أن تُسعدوا و أنتم لا تعرفون السّعادة و الأسفار التي توصلكم لمدينة العشق الأبدية!؟

لماذا لا تقرؤون؟ لماذا لا تبحثون؟ لماذا لا تُبدعون؛ لماذا لا تُحقّقون ممّن يستحقون قراءة فكرهم لتفهموا حقيقة الدِّين والغاية من الحياة و الخلق و آلفلسفة والثقافة والوجود ناهيك عن مبادئ الفلسفة الكونية التي لم يفهمها سوى مفكرين بعدد الأصابع(4)؟

للأسف يبدو أن ما طرحناه و بيّناه تفصيلاً في مقالات سابقة بشأن الأميّة الفكرية؛ هي حقيقة ما زالت تنخر أعماق العراقيين, والعلة تكمن في الثقافة والتربية المدرسية والعشائرية والحزبية الفاضحة التي لم تُعلهم سوى التسلط والنفاق والغيبة والتكبر والعنف و كيفية القتل والسطو على الجار و النهب و الأنتهازية, حيث تأكد هذا حين جعلوا السلطة(الحكم) غنيمة للراتب و للثراء و بناء القصور بدلاً من بناء الوطن و العدالة ليسعد الجميع في ظل نظام حقوقيّ يتساوى الجميع بظله في الرواتب والمخصصات و الأمكانات لتحقيق السعادة و الكرامة الأنسانية.

و هذا لا يتحقق ما لم يتوب و يصصح كلّ عراقي نيّتهُ أوّلاً ثمّ أفكاره التي تعلمها في المدرسة والبيت والعشيرة و الحزب – ايّ حزب؛ إسلامي؛ قومي؛ أممي؛ أو غير .. بعد ما ثبت إصابة العراقيّ خصوصاً السياسيين منهم؛ بالأميّة الفكريّة خصوصاً في الجانب الأنسانيّ الكونيّ, وهذا النّمط الفكري شلّ العقول وأمات القلوب بحيث جعلتهم لا يُفرّقون بين الحقّ والباطل سوى إتقان الفساد والميل لنصرة ألباطل القويّ بحزبه وعشيرته .. حتى أظهرتُم بإنتخابهم للباطل هويتكم الفكرية القديمة – الجديدة الحقيقيّة للناس بدل الطابع الظاهري الخادع بكونكم مسلمون وحسينين, ومهما دعوتُم فأنّ دعائكم في ضلال, ولا حول ولا قوة إلا بآلله.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) يعتقد العالم بأن أول المخطوطات اللوحية ترجع لسنة 3000 ق.م. وهذه الكتابة سبقت ظهور الأبجدية منذ 1500 سنة وظلت سائدة حتي القرن الأول ميلادي, و هذا خطأ فضيع و مقصود كما أشرنا في المتن لأسباب دينية جوهرية للأسف لا مجال لبيانها هنا, حيث إدّعوا بأن تلك الكتابات ظهرت أولا جنوب وادي الرافدين بالعراق لدي السومريين للتعبير بها عن اللغة السومرية وكانت ملائمة لكتابة اللغة الأكادية والتي كان يتكلمها البابليون والآشوريون, بعدها تم اختراع الكتابة التصويرية في بلاد ما بين النهرين قبل العام 3000 قبل الميلاد حيث كانت تدون بالنقش علي ألواح من الطين أو المعادن أو الشمع وغيرها من المواد وتطورت الكتابة من استعمال الصور إلى استعمال الأنماط المنحوتة بالمسامير والتي تعرف بالكتابة المسمارية, وأول كتابة تمّ التعرف عليها هي الكتابة السومرية والتي لا تمت بصلة إلى أيّة لغة معاصرة, وبحلول عام 2400 قبل الميلاد تم اعتماد الخط المسماري لكتابة اللغة الأكدية، كما استعمل نفس الخط في كتابة اللغة الآشورية واللغة البابلية، وهي كلها لغات سامية مثل اللغتين العربية والعبرية و تواصل استعمال الخط المسماري للكتابة في لغات البلاد المجاورة لبلاد ما بين النهرين مثل لغة الحيثيين واللغة الفارسية القديمة، وكانت تستعمل إلى نهاية القرن الأول الميلادي.
(2) للتفاصيل راجعوا همساتنا الكونية. الموضوع الخاص بسفينة نوح و إكتشاف مقام أهل البيت(ع).
(3) لمعرفة التفاصيل, راجع: http://www.alkawthartv.com/news/112932
(4) هذا ما تبيّن لي من خلال تعليقات عديدة على مقال نشرته يوم أمس بعنوان:[تخلفنا لغياب الفكر], مدعين بأنها تفلسف لا معنى له.

أحدث المقالات