18 ديسمبر، 2024 7:02 م

أخيراً، اكتمال النصاب في الحكومة الجديدة!

أخيراً، اكتمال النصاب في الحكومة الجديدة!

المخاض السياسي للعملية الانتخابية في العراق، اؤل الى مجموعة من التآويل والقراءات، كانت نتيجة للتحالفات والتصريحات التي تدور رحاها في العملية السياسية، لتحديد ملامح الحكومة المقبلة.
المتتبع للشأن السياسي العراقي اليوم، ومنذ الاعلان عن النتائج الانتخابية، للانتخابات البرلمانية، يجد ان دأب الكتل السياسية، وخصوصاً صاحبة الحظ الاوفر في النتائج، راحت تعد الخطط والتحالفات؛ لاجل ان تظمن لنفسها حقائب وزارية في الحكومة المقبلة.
كتلة سائرون المدعومة من زعيم التيار الصدري؛ السيد مقتدى الصدر؛ تصدرت المشهد السياسي الانتخابي، ومشهد التحالفات المقبلة، فأول بادرة خير كان لها، هو تصدرها في اغلب محافظات العراق، ولم يكن تصدرها هذا بقدرة قادر، بل هي مجموعة من المقدمات؛ قد ابرزت ماء وجهها، فلم تطرح نفس الوجوه البالية في الانتخابات؛ مقارنة بالقوائم التي تنافسها، وائتلافها مع الحزب الشيوعي المدني، وموجة العزوف التي اصابت الناخبين، وصرامة السيد مقتدى في توجيه تابعيه، عوامل صبت في مصالحها، وجعلتها محورا مهما في رحى التفاوض القادم.

كتلة الفتح والتي وقعت في مأزقين، لكنها تجاوزتهما بمرارة، فالاول هو استخدامها لاسم الحشد الشعبي، وهو ما استنكرته المرجعية الدينية في النجف الاشرف، والاخر هو لطخة السواد التي في ثوبها، كونها مدعومة في قيادتها من دولة مجاورة؛ وهي ايران، وهو ما رفضته المرجعية ايضا، ورفضه السيد مقتدى الصدر، لكن الامر لا يمكن ان يتم، مالم تقدم جميع الاطراف؛ بعض التنازلات عن متبنياتها، وهو ما ظهر في التحالف الاخير.

تحالف النصر هو الآخروقع بين المطرقة والسندان، فالعبادي لا يمكن ان يلج خيمة سائرون؛ مالم يتنصل عن تسلط المالكي-طريد الولاية الثالثة- ولا يمكنه ان يركن ولائه الحزبي في حزب الدعوة جناح المالكي جانبا، وهو ما يؤثر سلبا عليه في تداعيات المشهد السياسي القادم.

تجاذبات المشهد السياسي لم تكن تأثيراتها بعيدة عن الشارع العراقي، فلم يسلم الشارع من تداعياتها، حتى تم اشغاله بموجة انقطاع التيار الكهربائي، وتفجيرات تطال الشعلة، وانفجار في مدينة الصدر، هي ممهدات تلتها إحراق صناديق الاقتراع وتلف اغلبها!
تساؤلات اخيرة، خطى السيد مقتدى في تشكيل الحكومة القادمة، اما ترفع صاحبها، او تضرم النار حوله، فهل سيستطيع الصدر كبح جماح الأطراف السياسية؟ وهل يستطيع الحد من التدخل الخارجي؟ وكيف سيقنع الأطراف في تشكيل وطني فوق كل المسميات؟ ولأي جهة سيكون انتماء رئيس الوزراء القادم؟ تساؤلات كثيرة سيكون قادم الايام كفيلا بالإجابة عنها.