24 ديسمبر، 2024 3:29 ص

أخفقت هذه المرة ياعقيل الطريحي ؟

أخفقت هذه المرة ياعقيل الطريحي ؟

يظـهر محـافظ كـربلاء عقـيل الطريحي ترافقه حمايته ومجموعة من وسائل الاعلام في مشهد “أكشن ” لاتراه في افلام هوليود  ليحاسب جندي “مكَرود ” في سيطرة كربلاء – بغداد اخفق في اكتشاف سيارة محملة بالسلاح، الجندي الذي يحمل جهاز أي دي إي 651 (ADE 651) وتعرفه أنه جهاز محمول باليد التي تنتجه شركة ATSC البريطانية، ويدعى أن هذا الجهاز يمكن أن يكشف عن بعد وجود وموقع أنواع مختلفة من المتفجرات والمخدرات وغيرها من المواد  تبلغ قيمة الجهاز الواحد 60 ألف دولار وأنفقت وزارة الداخلية85 مليون دولار أمريكي  على شرائها .

 

المفارقة أن السيد الطريحي كان المفتش العام لوزارة الداخلية وبوقته – لابوقت غيره – استوردت الوزارة هذا الجهاز سيء الصيت الذي بسببه أزهقت أرواح مئات الأبرياء، ووقتها اكتفى الطريحي بالظهور بوسائل الاعلام والحديث عن أن هذا الجهاز ليس بالمستوى المطلوب.

 

كان الأولى بالسيد الطريحي أن لايكتفي بذلك وأن يعمل على سحب هذا الجهاز من نقاط التفتيش ومحاسبة المقصرين في الوزارة حساباً عسيرا ً ، وقد لعبت الضغوط السياسية دورا في محاولة التقليل من مخاطر هذا الجهاز الذي ساعد كثيرا على انتعاش الدواعش وتدهور الامن.

 

لافائدة عملية من أن يؤدي الطريحي دور المحافظ القوي ولم ينجح في أن يردع الفساد في وزارة الداخلية عندما كان يؤدي مهمة المفتش العام لها ، هي مهمة كبيرة مقارنة مع حجم الفساد في مؤسسات الوزارة.

 

ظهور الطريحي في الفيديو الذي بثته وسائل الاعلام قبل أيام كـ”منتصر” على الجندي ” المكَرود ” لم يكن موفقا على الاطلاق، لأنه لم يرافق بالعمل على إيجاد بديل ناجع لما يحمله الشرطي .

 

 وكان الأفضل له أن يلجأ كمحافظ في تنصيب أجهزة متطورة للكشف عن المتفجرات والأسلحة ،وأن لايشهر بالشرطي الذي يداوم 15 ساعة في اليوم ، أمام القنوات ووسائل الإعلام فينبغي أن تعي أنّ الردع القانوني أفضل بكثير من الردع الإعلامي. 

 

قال الطريحي في 22 من شهر تشرين الأول الماضي في تصريح لوسائل الاعلام  إن جهاز كشف المتفجرات الـ (IDE) فاشل وفيه فساد و أدى استخدامه إلى هدر دماء الأبرياء ، وأنه سيسحبه من الشارع ، ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا لم يسحب أي جهاز من هذه الأجهزة التي تسببت بـ”رخاوة ” في نقاط التفتيش .

 

الطريحي الذي تربطني معه علاقة صداقة على المستوى الشخصي أدعوه إلى أن يعيد حساباته في التعامل مع القضايا المهمة في المحافظة وأن يطيح بالرؤوس الكبيرة الفاسدة قبل أن يلتفت إلى الموظفين الصغار ويحاسبهم، المسؤول الناجح هو الذي يفرض القانون على الجميع ويحاسب المقصر مهما كانت المؤسسة التي تدعمه، فلو افترضنا أن هذا الشرطي  ينتمي لحزب سياسي ديني معروف، فهل سيأمر الطريحي بسجنه؟

 

لا اريد من هذا الحديث أن يفهم المتلقي أني معترض على سجن الشرطي ، لكن كنت اتطلع إلى أن يقرر المحافظ الطريحي قرارات تعالج أصل المشكلة لا فروعها، فهذه الأجهزة العاطلة والمُعطلة عن العمل مازالت موجودة ومنتشرة في شوراع كربلاء وبغداد وباقي المحافظات العراقية ولم يوعز أحد إلى سحبها واستبدالها بآخرى تحد من حركة العصابات الداعشية، أذكر الطريحي بالمثل العربي القديم …متى يستقيم الظل والعود أعوج؟، بمعنى لافائدة من سجن الشرطي وجهاز كشف “الطرشي” ينمو ويتكاثر في سيطرات كربلاء ومراكزها الأمنية .