18 ديسمبر، 2024 10:06 م

ملاحظة هامة: كانت فكرة المقال هذا نابعة من نوع من السخرية، والمزاج الحاد، وشعور الكاتب بالإحباط. لكنها مع أول أسطرها تحولت الى فكرة تستحق التأمل، وتجمع بين الجدية الكئيبة والسخرية الفاضحة، ولكنها تنتج عصفا ذهنيا يمكن تحقيق فائدة ما منه وهي حديث عن الحكومات الأخطر في العالم وهي ثلاث.

الأولى.. الحكومة العالمية التي تريد الولايات المتحدة الأمريكية، والحركة الصهيونية تشكيلها وفقا للنظام الرأسمالي، والفكر التوراتي المتشدد، وهي حكومة ينجر لها الغرب باكمله، ودول عربية وإسلامية لها دوافعها السياسية والطائفية على اساس خوفها من العدو الداخلي وهو إيران، والحركات الدينية السنية المتشددة وهذه الحكومة تحضر طبختها ومكونات الطبخة في أقبية سرية وتفترض الهيمنة المطلقة على الارض وسحق بقية الشعب والعقائد وتحويل الإنسان الى آلة صماء وكائن حسي بالمطلق وفصله عن الروح، ونهب ثروات الدول الضعيفة والتي لاتمتلك قدرات الدفاع عن نفسها.

الثانية.. الحكومة الإلهية التي تريد بعض الدول، والإصولية السنية، وحركات الإسلام السياسي تشكيلها، وهدفها مواجهة النظام الرأسمالي والغرب وإسرائيل، وهي تختلف من بيئة الى أخرى، ومن فهم الى فهم مغاير، وتكون فكرية في مكان على اساس الدعوة بالحسنى، وعنيفة في مكان على اساس تطبيق الشريعة ولو كان بقطع الرؤوس، وتدمير الحياة، وتحويل العالم الى ساحة فوضى، وهي تتعرض الى ضغوط هائلة خاصة وإن العالم لايحتمل وجود حكومتين من هذا النوع.

الثالثة.. الحكومة التي تريد القوى السياسية العراقية تشكيلها وفقا لمصالحها الخاصة، ومصالح زعامات بعينها دينية وسياسية طائفية وقومية وتهدف الى تأمين مصالحها المالية والسياسية، ودوام نفوذها وهيمنتها على القرار الوطني على أن تكون حكومة ممثلة لرؤية القوى الفاعلة الحزبية والتي تؤمن ايضا بمصالح الداعم الخارجي. وعلى هذا الإساس تنعدم في مثل هذه الإتفاقات مصالح الشعب، وتتحول المجموعات البشرية الى أتباع متخلفين وجهلة يهتفون ويصوتون ويدافعون ويمجدون ويضحون ولاينالون إلا القليل من فتات