18 ديسمبر، 2024 8:49 م

أخطاء تأريخيه دفعت فواتيرها البلدان والشعوب

أخطاء تأريخيه دفعت فواتيرها البلدان والشعوب

{بسم الله الرحمن الرحيم وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ}{صدق الله العلي العظيم }
من يقرأ التاريخ يكتشف أن أخطاء القادة ليست كأخطاء غيرهم، فواحدة منها يؤدي إلى هزيمة نكراء، تهرق فيها الدماء، وتُحتل الأرض، وينُتهك العِرض، و ضياع فرص ثمينة لن تتكرر، و يأتي بنتائج تبقى جروحها تؤلم الأجيال لآلاف السنين, يتوجب على قادة الأمة في هذا العصر أن يفكروا ملياً قبل اتخاذ القرارات، ويحيطوا أنفسهم بالثقات، أولي الخبرة والرأي السديد، و يعتمدوا دائماً مبدأ الشورى, لأن أكثر الاخطاء الاستراتيجية التي وقع فيها قادة العالم من دون الاستئناس برأي او مشورة سياسية من ذوي الاختصاص والدراية والمعرفة في أحوال الوضع الدولي والإقليمي ,الذين يملكون البصيرة النافذة والخبرة الميدانية والعبرة في صنع القرار السياسي و يقرأون الاحداث قراءة صحيحة. تقودهم الى السقوط في مستنقعات يخوضون في وحولها ويجرون معهم دولهم الى الدمار . هناك قيادات سياسية و زعماء معلولة بالشخصنة وبكاريزما سياسية لا تستطيع الإفلات من العظمة، ولا يمكن ان تحقق التقارب الذهني مع الجماهير لما يجابهها من عقد سياسية او دولية او إقليمية تؤدي بها الى التسطح في الرأي او القرار ,والحقيقة ان من لا يعمل لا يخطئ. والخطأ من صفات البشر عموما. ولكن ثمة أخطاء لا يمكن احتواء تداعياتها بمفردات الاعتذار مهما كانت فصاحتها وبلاغتها، وخاصة عندما يرتكبها القادة. نستذكر بعضها لحجم الخسائر والكوارث التي أوقعوا بلدهم بها ,مثلا أعلان الحرب بين العراق و أيران عام 1980 الذي يعتبر واحد من أعظم الأخطاء التاريخية الذي أستمر أواره ثماني سنين نتج عنه مقتل نحو نصف مليون جندي عراقي ومثلهم من الإيرانيين، وخسائر بمئات المليارات لازال العراق يأن تحت وطأتها، وأحقاد لن تمحوها مئات السنين , كما وخلفت دمارا نفسيا لن تمحوه الايام . حرب ثمان سنوات تركت بصمتها في النفوس الحقت بالواقع العراقي المغلول بالكثير من المآسي. مازالت قبورها شواهد على سنوات الرمادة في التاريخ العراقي المعاصر والزمن الذي اتسخ بدرن الجوع والفقر، والعوز.. وكانت اشد وطاه على العراقيين وذكراها تذبحنا في كل واردة وشاردة من احداث مبلولة بالمصائب وقهر الذات. ووقعت القيادة العراقية في المحظور والفخ المميت الذي نصبته الإدارة الامريكية لها المتكئة على استراتيجية قديمة منذ السبعينات من القرن المنصرم في اشعال فتائل المنطقة ووقوع الامة العربية في صراع الفتنة السياسية في تفريق بلدانها، ثم ما فتأ أن قام باحتلال الكويت عام 1990ألذي أوقع بالعراق والمنطقة خسائر جسيمة بالأرواح والمعدات راح ضحيتها العراق برمته وفتح طريق المياه الدافئة للولايات المتحدة الأمريكية ان تدخل بسفنها وبارجتها وحاملة طائراتها ومعداتها الحربية وجيوشها الجرارة , لتسكن بأمان في حلم كان يراودها وامنية صعبة التحقيق في استراتيجيتها , ومن أولى اهتماماتها احتلال منابع النفط بمظلة أممية تحت ذريعة تحرير الكويت , ضمنت السيطرة على ثروات الشرق الاوسط وتفتيت الأمة وخلق صراعات داخلية لأضعافها وضمان امان اسرائيل , خطأ آخر ارتكبه متهور في نشوة سكر افقدته عقله وسيطرت على حواسه وانعشت احلامه السوداوية . بعدها اجتاحت المنطقة العربية عواصف رملية غرقت في دوامتها بفوضى عارمة. قامت على أثرها حرب الخليج الثانية في عام 1991، وما افرزته من تدمير البنى التحتية للعراق ,وجعلها تغوص في وحول الهزيمة والانكسار النفسي والشعبي وايقاد فتيل حرب التفتيت مما جعل جغرافيتها عرضة للمحو التاريخي واسقاطها وفق نظرية الدومينو في تصادم حضاري بين الفكر الإسلامي والفكر الصليبي المتشدد بنفوذ كنيسته على اليمين الأمريكي من أمثال جورج بوش الابن وزمرته المارقة , ولا ننسى حجم المأساة التي لحقت به، وبشعبه الابي الذي لا ناقة له ولا جمل في ما حصل بين الدولتين الجارتين العربيتين واشتعلت المنطقة واشتد اوارها رغم كل المحاولات الجادة في اخماد لهيبها المستعرة واطفاء دخاخينها المتصاعدة في سماء الخليج في حرب نفسية وإعلامية اثارت في النفس العراقية الاضطراب والقلق والخوف . جر هذا الخطأ فقدان الثقة بين القادة العرب واضعف معنوياتهم مما سهل مهمة إسرائيل ان تكون بديلا عن الأخوة العربية المجروحة , نلاحظ بعد التردي الذي اصاب الامة كيف انسلت الامارات العربية المتحدة للتطبيع كسابقاتها مصر والاردن والمغرب ثم تبعتها البحرين وهلم جرا , ان الضعف والوهن الذي اصاب جسد العراق نتيجة أخطاء تأريخيه عقيمة ارتكبها قادة مصابون بداء العظمة والشخصنة وهذه نتيجة التهور والقادم أسوء.