18 ديسمبر، 2024 5:22 م

أحْيّا وأموتْ عالبصرة

أحْيّا وأموتْ عالبصرة

البصرة مدينة عراقية، أنشأها عتبة بن غزوان سنة ١٤ أو ١٥ هجرية،وتعدّ اول مدينة إسلامية، تعمّر خارج الجزيرة العربية، في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب(رض)، وسميت ب(قبة الإسلام)، وسمّاها ياقوت الحموي ابو معجم البلدان( البصرة العظمى)، وصارت البصرة عين الدنيا، وبؤرة العلم والنقل، والشعر وحديث الكلام، وعاش فيها ومات فيها أبرز علماء ومبدعي ومفكري وفلاسفة الأمة، وكانت تنافس الكوفة في الفكر واللغة والنحو والحديث، ومن المفارقات التي قد لايعرفها الآخرون، أنها تحتضن ارضها، رفاة الصحابة والمفكرين والشعراء، منهم، الصحابي الجليل، طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام الزبير، وقبر حليمة السعدية مرضعة الرسول الأكرم، وأنس بن مالك، ووقبر، الحسن البصري، ومحمد بن سيرين، ومالك بن دينار، وغيرهم من مشاهير الأمة والإسلام، بصرة الجاحظ، والسياب وأبو العتاهية،والأخضر بن يوسف سعدي يوسف ومحمد خضير،وكاظم الحجاج ومربد الشعر،فالبصرة ليست تأريخ مجرد وجاف، البصرة اول حواضر التاريخ، تنفض اليوم غبار الكسل، وتنهض من رماد الاسى، لتحتضن أشقاءها الخلايجة، في أبهى عرس عراقي، لم يشهده العراق من قبل،هو مونديال خليجي، اللهفة للقاء مشتركة بين الإخوة العرب، القادمين من عمق التاريخ، يحملون جبالاً من المحبة لأهل البصرة، وكثير منهم جاء سيراً على الأقدام تأكيداً على حجم الشوق، وكأنهم يريدون ان يكفّروا عن ذنوب لم يقترفوها، وشوق لايصلونه، ولقاء يحلمون به منذ عقود، وهاهم اهل البصرة كما عهدناهم، وعهدهم إخوتهم العرب، فتحوا قلوبهم قبل بيوتهم، ونصبوا خيام الضيافة، قبل أن تطأ أقدام الإخوة ارض البصرة، ثغر العرب وقِبلة التائهين، تسقي العطاشى من ماء النفوس، إنها البصرة، تفتح ذراعيها، للقادمين من الأقاصي والمنافي، ليمّموا وجوهم بترابها، ويطلبوا من السماح من نخيلها، ويتوضأوا بماء جيكور وشط العرب، ويصلوا ركعتي عشق لتمثال السياب، هاهي البصرة….. يامرحباً، بعشاق الرياضة، وعشاق البصرة وعشاق العراق، حللتم أهلا ووطاتم سهلاً…
وأكاد أسمع شفاكم تنشد أحيا واموت عالبصرة….