18 ديسمبر، 2024 8:18 م

أحملُ رسالة الى الإمام علي (ع)

أحملُ رسالة الى الإمام علي (ع)

وانت تقف أمام جبلٍ عملاق يضرب جذره بمعق اعماق الارض ثم يعانق السماء بعلوه لكنه ممتلء بالتواضع والسماحة والبساطة والتضحية تعاتبه وتخاطبه دون حاجب بوابه أو مدير مكتب او حاشية تمنعك من الوصول اليه لتقول ما تريده له فلاخوف يمنعك ولا وجل يؤرقك …انه علي وكفى به نصيرا… رغم كل المحن والالام بقي شامخاً متألقاً يشير لك من بعيد بدلالة نجمه الساطع فهو للسائلين مجيبا يجيب بجوده وكرمه وعلمه الذي لا ينضب خذني فأني كلي شوقا أليك ..ايها الحب المطمئن لنفسي كيف ينسى محباً حبيبه ,وكيف ينسى الورد رحيقه ؟كيف ينسى الطائر المسافر بيت عشه وحنين اشتياقه لصغاره؟سيدي مقامكم يعلم جيداً ..أن الله لعن ابا لهب عم النبي الاعظم (ص) لسوء ما أقترفت يداه من أذى لحق بالرسول ,وفي مقارنة لصورة أخرى حيث كرم الرسول سلمان المحمدي رغم انه فارسي فقد خصه النبي بالاحترام والتقدير العالي وقال بحقه (سلمان منا أهل البيت ) أي انه سائر على خطنا ومنهجنا ويمضي على طريقنا ,فالون والدم والشكل ليس له أي علاقة في تحديد هوية المرء بل اخلاقه وتواضعه واستقامته هي المعيار في بناء شخصيته ..علينا معرفة الناس قبل الحكم عليهم ,معرفتهم تكمن بالمحك في الشدة والازمات ليصار بعد ذلك بوصفهم بما يستحقون وصفهم ,سيدي ما أكثر الشعارات المعلقة على جدران مكاتب المسؤولين ؟وما أقل ترجمتها الفعلية في التنفيذ ؟عفوا سيدي ! أين اجد القطار الذاهب الى عالم افضل ؟ يا بني اي عالم تقصد ؟ العالم الذي اخبرتني عنه جدتي عالم فيه البشرمازالوا على هيئة إنسان ،عالم سمائه تحلق به طيور الخير والقلوب صافية خالية من الحسد ،عالم فيه الجار يحفظ جاره, والصديق يقف في وقت الضيق مع صديقه ,عالم فيه الفضيلة هي المعيار الأول في بناء هوية المرء حيث صدقه ونزاهته واستقامته وتنزهه عن غرور الدنيا ,ووقوفه مع الحق أينما كان وحيثما دار ,وقوله قول الحقيقة لأبراء ذمته مبتعداً عن السكوت رافضاً سياسة تكميم الافواه ,قطار ذاك العالم اخر محطة كان فيها هو عقل جدتك .. !!سيدي ما أكثرهم اليوم المتلونين والانتهازيين في كل وقت وزمان نجدهم حيث لا مبادىء ولا قيم لديهم وصوليين لهدفهم مهما كانت الوسيلة لذلك وإن كان على حساب رقاب الابرياء ,ففي كل يوم هنالك الآلآم وجراح تنزف منا ولا من ناصر ولا معين ,مايؤلمني بالتحديد هو أن مصائبي جائتني ممن يدعي بالانتماء لك فانتماؤه قولاً أما فعلاً فسلوكه سلوك من نحروا أبنك (الحسين) من الاوداج بدم بارد ,هؤلاء فرض علينا التعامل معهم موجودين بمختلف الاماكن لايردعهم أي واعز أخلاقي وإنساني ,حتى بح صوتي من الحديث أليهم ليقول لي :احدهم أنك تتحدث بواقع غير واقعك وعالمك عليك أن تكون واقعي وتساير الأمور بمسمياتها لكي تنجو من المصيدة ,رفضت وبكل شدة لئن أي خلل من هذا الفعل هو خلل لعلاقتنا بك ,فتحملت أوزار اغترابي عن نفسي ورحت ابحث عنها بين زحام فوضى التناثر والتطاير للذات ,فتذكرت قولك وأنت تخاطب الجهلة والسفهاء قائلاً لهم :(أَيُّهَا اَلنَّاسُ سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي فَلَأَنَا بِطُرُقِ اَلسَّمَاءِ أَعْلَمُ مِنِّي بِطُرُقِ اَلْأَرْضِ قَبْلَ أَنْ تَشْغَرَ بِرِجْلِهَا فِتْنَةٌ تَطَأُ فِي خِطَامِهَا وَ تَذْهَبُ بِأَحْلاَمِ قَوْمِها ),فجيبك جاهلاً سفيهاً كم شعرةً في لحيتي ؟.