23 ديسمبر، 2024 4:00 ص

أحمر.. أصفر.. أخضر!!

أحمر.. أصفر.. أخضر!!

لو تخيلنا المشهد الراهن الذي نعيشه اليوم كانه مركبة تقف قبالة إشارة مرورية تحدد توجهها، لأمكننا ذلك إلى حد بعيد من وضع العلامات الاساسية الواجب التعامل معها ازاء المدخلات الضخمة التي تكاد تصل بها حد التخمة وتكاد تفقد الجميع القدرة على التعامل معها واتخاذ القرار المناسب إزائها، بل ويوجد هذا الجدل المستمر حول امكانية النجاة او الوقوع فريسة الانهيار.

والأمر يصدق على حياة الفرد العادية اليومية، وعلى جوانبه المعرفية، وسياسات الدول، ومشاريع الإصلاح والتغيير التي تطرح بين الحين والآخر دون انتهاء.. وجدوى كذلك!.

نحن امام عالم كامل لا يمكن ان نعزل انفسنا عنه، وبين ايدينا ظواهر شتى، وجميعنا يريد الوصول بسلام الى نهاية طريقه، بالضبط كما هو سائق المركبة المذكورة أعلاه.

فلا يمكن وضع كل ما نواجهه ونراه في سلة واحدة، رفضاً أو قبولاً، فالخطأ من طبائع الانسان، ويبقى مهما كان حريصاً ودقيقاً معرض للإخفاق والنجاح في آن واحد، مثلما ان الأيام دول فلا يمكن لفرد او دولة أن يبقى مسيطراً أو متسيداً المشهد، مثلما هو حال الانسان الذي يسير من الضعف الى القوة الى الشيخوخة والهرم ثم الموت حتماً ولازماً.

لذلك نقول، وما دام في الحياة بقية، يجب علينا اولاً الايمان المطلق بإمكانية التغيير، شريطة الايفاء بمتطلباته، مثلما ان هذا التغيير لا يعني بأي حال من الأحوال التغاضي عن الاشارات الايجابية مهما كانت ضئيلة، فهي بمثابة لمع النجوم المتناثرة والتي تشكل بمجموعها حالة اضاءة مطلوبة ونافعة، وكما نبهنا في مقالٍ سابق.

إذن: ضعوا الالوان الثلاثة امامكم:

§ الأحمر: ونوقف به كل فعل خاطئ وسلوك مرفوض، فتجاوز واهمال ذلك يعرضنا لمخاطر جمة.

§ الأصفر: وفيه فسحة تفكير، واعادة دراسة وتقييم لما يمكن اصلاحه، او ما حمل فيه معنى السلب والايجاب.

§ الأخضر: وهو عنوان شهادة مرور لكل فعل ملتزم، يضم الخير بين جنباته، ويمنح المرء الاطمئنان معه، وذلك ما يحتاج اسناد ودعم واعتماد.