أحمد الجبوري.. رجل السياسة الذي صنع طريقه بشجاعته….

أحمد الجبوري.. رجل السياسة الذي صنع طريقه بشجاعته….

‏لكل رجل سيرة يكتبها التاريخ بحروف واضحة، تبدأ منذ خطواته الأولى في الحياة، وتبقى مفتوحة يدوّن فيها الزمن مواقفه وأعماله.
‏علاقتي بالنائب أحمد الجبوري “أبو عبد الله” تعود إلى عام 1993، حين كنت أعمل في القطاع التجاري، وكان هو في ذلك الحين ضابطًا في الجيش العراقي برتبة ملازم اول منذ لقائي الأول به، لمست فيه الشجاعة والكفاءة، فقد كان لا يخشى أحدًا، ويتمتع بعلاقات واسعة مع كبار الضباط والقادة العسكريين، وهو ما جعل التجار مثلي يشعرون بالفخر لوجود رجل من أبناء قبيلة الجبور، قريب منهم ومعهم، وقت كنا نحتاج دائمًا إلى من يساندنا في أمور تتعلق بخدمة الاحتياط التي كانت تربك أعمالنا.
‏استمرت العلاقة بيننا حتى فرقتنا ظروف الحياة. فقد غادرت إلى سوريا لثلاث سنوات، فيما كانت الموصل حينها تمر بظروف صعبة لا تسمح بكثرة التنقل. وعندما عدت عام 2010 سمعت بخبر فوز الأخ أبو عبد الله بعضوية مجلس النواب العراقي، فكان ذلك مصدر فرح كبير لي.
‏ولعل أوّل عودة لعلاقتنا بعد سنوات الغياب كان حين احتجت لمساعدته في معاملة تخص ابني الدكتور فهد. أرسلت له رسالة عرّفته فيها بنفسي بعد طول انقطاع، فما هي إلا دقائق حتى اتصل بي بنفسه، وسألني عن مكاني وظروفي، ثم سارع إلى متابعة معاملتي في وزارة التعليم العالي وأنجزها دون أي تردد.ولابد لي أن أذكر ايضاً أنه هو من قام بنقل ابني الطبيب فهد مع زوجته من محافظة ميسان إلى محافظة نينوى، وكان الأمر في حينها يتطلب موافقة السيد وزير الصحة، لكنه بجهوده ومتابعته أنجزه على أكمل وجه.
‏ ومنذ ذلك الموقف ازداد يقيني بشجاعته وحرصه على خدمة الناس.
‏استمرت لقاءاتنا لاحقًا في بغداد، خصوصًا عندما كان ضمن قائمة انتخابية واحدة ((قائمة تمدن)) مع الصديق العزيز الأستاذ فائق الشيخ علي، وحققوا الفوز سويًا. غير أن مشاغل الزمن وكثرة مسؤولياته حالت دون أن نلتقي كثيرًا بعد ذلك. فالنائب أحمد الجبوري لم ينقطع عن تمثيل أهله منذ أربع دورات انتخابية، وتحمل مسؤوليات اجتماعية جسيمة، خصوصًا وهو يمثل منطقة تعاني الحرمان وتحتاج إلى من يطالب بحقوقها.
‏لقد لقّبه الكثيرون من أبناء منطقته وأقاربه بـ”بلدوزر الجبور” لما عرف عنه من قدرة على تذليل الصعاب ومساعدة الناس في الحصول على وظائف أو حقوق، سواء في المجال الأمني أو المدني. وهذا اللقب، وإن دل، فإنما يدل على ثقتهم به. غير أن الامور احيانا تحتاج توضيح اكثر: فالنائب مهما بلغ عطاؤه، لا يستطيع بمفرده أن يحقق كل شيء، لأنه في النهاية يمثل سلطة تشريعية، وتبقى إنجازاته مرهونة بمدى تعاون الوزارات ومؤسسات الدولة معه.
‏إن منطقة جنوب الموصل ومحافظة نينوى بشكل عام بحاجة ماسّة اليوم إلى نواب شجعان يوحدون صفوفهم من أجل خدمة أهلهم. فأي إنجاز يحققه نائب يعد مصدر فخر لكل أبناء المنطقة. والحمد لله، فإن جنوب الموصل اليوم تمثل نموذجًا مشرفًا على مستوى المحافظة، بما تحقق فيها من أمن واستقرار، وما شهدته من مشاريع خدمية وتجارية، كالجسور والمجمعات والأسواق الحديثة، وهي ثمرة جهود الخيرين من محافظين ونواب ومدراء وقادة عسكريين.
‏وفي الختام، لا يسعني إلا أن أتمنى لأخي وصديقي النائب أحمد الجبوري المزيد من التوفيق والنجاح، وأن يواصل خدمته لأهله وناسه، متجاوزًا كلام القيل والقال، ماضياً في طريقه كما عرفته منذ عام 1993: شجاعًا لا يهاب، صريحًا لا يجامل، وقائدًا اجتماعيًا يضع هموم الناس أمام عينيه. إن فوزه المتكرر في كل دورة انتخابية ليس إلا انعكاسًا لثقة جمهوره به، ودليلًا على تحمله للأمانة. فاستمر يا أبا عبد الله، كما عرفناك، رجلًا لا تضعف عزيمته، وصوتًا للحق مهما اشتدت الظروف….

أحدث المقالات

أحدث المقالات