23 ديسمبر، 2024 4:26 ص

” أحلى من الشرف مفيش ” !

” أحلى من الشرف مفيش ” !

قلبَ توفيق الدقن صورة ” الممثل الشرير ” في السينما المصرية. كانت لـ ” الشرير ” ملامح قاسية وصوت رخيم برع فيها ، زكي رستم ومحمود المليجي وعندما قدم توفيق الدقن هذه الادوار، حاول ان يعوض نظرة الشرير القاسية بجمل كوميدية ، أصبحت تتردد على كل لسان مثل “ألو يا همبكة” ، و”أحلى من الشرف مفيش “.
البعض ربما يسخر مني في سرّه ويقول “حتماً لديك شحّ في الموضوعات ” لكني ياسادة ياكرام أسمّيها من ضروريات مراجعة الحالة التي مرت بها البلاد، وكما تعرفون فأنا أحب أن أتفلسف أحيانا ، وربما أصابني الغرور وأحاول في يوم من الأيام منافسة ” مفكر ” حزب الدعوة علي المؤمن ، الذي أخبرنا ” مشكورا ” أنّ فولتير وجان جاك روسو وبرتراند رسل وأسبينوزا ، كانوا من الطغاة لأنهم ناهضوا تعسف الكنيسة وقوانين صكوك الغفران ، ألم أقل لكم أنّ ” أحلى من الشرف مفيش ” ولهذا بعد خمسة عشر عاماً من الخراب يريد ساسة البلاد أن يوقّعوا وثيقة شرف .
والسادة الموقعون على الوثيقة يصرّون على العمل بموجب الديمقراطية العراقية التي تقتضي بأن يربحون الانتخابات كما ربحوها من قبل ، والديمقراطية التي يتمسك بها ساسة العراق ، لم يضعها إفلاطون في جمهوريته ، وإنما وضعها محمود الحسن الذي يصرّ على أنّ الفساد وشراء أصوات الناخبين والتزوير، لاتعني أننا نعيش في دولة لا يحكمها القانون!
اسمح لي عزيزي القارئ ، لأقول لك بكلّ صراحة ، من دون أيّ لفّ أو دوران ، إننا ، أنا وأنت والملايين مثلنا جميعاً شركاء في توقيع وثيقة الشرف هذه ، الكلّ ساهم في الوثيقة حتى وإن كان الموقّعون رؤساء الكتل السياسية فقط !
الذين أحكموا الخراب على العراق وأقاموا دولة الفساد وسدّوا كل الأبواب والنوافذ أمام المستقبل ، والذين هرّبوا المليارات ، والذين رفعوا في الساحات صور قادة دول الجوار ، ، هؤلاء الذين تظاهروا من البحرين والحوثيّون وضحايا أنقرة ، تصدّروا المشهد السياسي بفضل أصواتنا جميعاً ، هم أنفسهم نراهم اليوم صامتين وهم يقرأون في الأخبار أنّ أردوغان قرّر أن يحتلّ سنجار ، وسط صمت الرئاسات الثلاث ، فمهلة الـ “24” ساعة التي منحها ابراهيم الجعفري لخروج القوات التركية لم تنتهي بعد ، لاتظنوا ان المهلة كانت يوم امس، لا ياسادة ان تاريخها هو 7‏/12‏/2015. الم اقل لكم ان ” أحلى من الشرف مفيش !” .