23 ديسمبر، 2024 12:07 م

كل العراقيون الذين عاشوا سنوات التغير,وتحدثوا عن مابعد 2003,كان حديثهم بشاعرية وأمال عريضة, لما سيتحقق لهم والوطنهم بمجرد القضاء على النظام الصدامي, والتخلص من أفكاره الهدامة التي عاشوا بها لمدة أربعة قرون خلت, وهو يلعنون المجرم هدام الذي يعتبره بعض السذج بطلاً قومياً.كان الكل مجمع على أن النظام البعثي, قد تعمد على أشاعة الفقر والجهل والرعب, بين الناس, وغيب النخب والكفاءات عن المشاركة بالحياة السياسية, الا بعض المعتاشين على كسر رقاب الأخرين.بعد ذلك كله أصبح التغير واقعاً وأنتهى البعث وزمرتهٌ, الى الأبد, وأصبجت الأمال معقودة على النظام الجديد الحاكم,حكم برلماني, توزيع عادل للثروات بين المواطنين, أعادة النخب والكفاءات الى البلد لتأخذ دورها في قيادة البلد, أعادة الهيبة الى مؤسسات الدولة, العدالة الأجتماعية, أمن أمان, أعمار وبناء, أحلام ..أحلام في ذهن المواطن العراقي.بعد ثلاثة عشر سنة, من التغير تلاشت تلك الأحلام , وتعاظم الشعور بالظلم وعدم الأحساس بالمساوة, فهناك النخبة السياسية, والمتسلطين, تحصل على كل شيْ, بينما السواد الأعظم من الناس, ظل بعيداً عن قطف الثمار وتذوقها.النخب الحاكمة لم تفكر بعقلية القيادة وأدارة الدولة, بل فكرت بعقلية, المستثمر وشركات الأحتكار, التي لاهم لها سوى جني الأرباح, حتى وأن كان على حساب المواطن الفقير, وهذه العقلية مورثة, من أسالفهم الأقطاعيين, في القرن الماضي, فالوطن أصبح عبارة أقطاعيات,فالمواطن يعطي كل مالدية ولايحصل سوى على مايسد به رمقه.
المتتبع للأحداث يجد أن عقلية المواطن بدءت تنضج شيئاً فشيئاً, وبدء يشخص الصالح من الطالح, فالمواطن العراقي عام 2016,ليس المواطن عام 2003, أصبح لديه فكر ونضوج,بات يقراء الأحداث بدقة ويميز بينها, عكس قادت البلاد, التي لازالت تحكم العراق بعقلية القرون الوسطى, فهي مصرة على أن المواطن لازال قاصراً, عقلاً وفهماً وتفكيراً لذا وجبت عليه الوصايا, والولاية, من لدنهم وهم المتصرفون الشرعيون بأموال الشعب.قد نزغ في رأسي شعوراَ وأنتابني الخجل من خطابات ومؤتمرات سياسينا,في كيفية الخروج من الأزمات التي يعيشها البلد والنهوض به الى مصافي الدول المتطورة, فأنا الأنسان البسيط أقول دعوا الأحلام وضعوا الرجل المناسب في المكان المناسب , وكفى.