23 ديسمبر، 2024 12:50 ص

أحلام مغترب عراقي….

أحلام مغترب عراقي….

انا مواطن عراقي من مدينة الموصل من بلاد تسمى وادي الرافدين وهي تمتلك حضارة قديمة كتب عنها المؤرخون بان امتدادها في التاريخ يعود الى تسعة الاف سنة وهي اول من علم البشرية أبجدية القراءة والكتابة من خلال الرموز والعلامات وتعتبر من اوائل الاقوام الذين وضعوا بينهم القانون وتم تطبيق تعليماته على الجميع وهي اول بلد في التاريخ قام بكتابة الدستور وفي بلادي حضارات قديمة تعرفها كل شعوب العالم وهي حضارة بابل واكد وسومر وأشور…..
وقد نزلت اول ديانة في العالم وهي الديانة الإبراهيمية والمتبقية اثارها الى يومنا هذا انا من الاشخاص الذين يعتنقون الديانة المسيحية وكنت في مدينة اعيش معى اخواني المسلمين بمحبة وسلام ولم يكن هناك شيء يفرقنا سوى العقيدة التي نحتفظ بها لأنفسنا ولم تكن يوما مقياس لحياتنا اليومية بل كنا نعمل سوية وناكل في اغلب الاحيان انا واصدقائي من اناء واحد كنت اعتبرهم اخوان لي لأنني اعيش بينهم منذ طفولتي ولقد اجبرتنا الظروف التي يمر بها بلد العراق العزيز ان اهاجر الى بلاد الغربة وكان نصيبي ان اعيش مغتربا في الولايات المتحدة الأمريكية… بينما حكمت ظروف الهجرة ان نتباعد انا واخوتي فقسم منهم الان يعيش في استراليا والقسم الاخر في اوروبا كانت بدايتي هي حلم كما يحلمه اغلب الشباب الموجودون في الشرق الاوسط بان يتواجد يوماً ما فوق الاراضي الأمريكية ويعيشون هناك وحسب تفكيرهم وما كان يصوره لنا الاعلام ان الرفاهية والعيش الرغيد بانتظارنا فوق هذه الاراضي الأمريكية حتى استقر بي الحال في أحدى ولاياتها وبدأت يوما بعد يوم اواجه حياة الغربة واي غربه سوف استطيع ان اتكلم لكم عنها فهنا كل شيء غريب وكل عاداتنا وتقاليدنا التي تعلمناها قد اختفت منذ زمن بعيد وحتى العقيدة والاديان لم يعد لها اي اهمية حيث انني لم ارى اي رادع لكل المحرمات التي حرمتها الاديان السماوية حتى وصل بي الحال ان اخجل ان اسير مع زوجتي وادخل احد المولات التجارية من اجل التسوق المنزلي لأنني سوف ارى ما يسمونهم المثلية الجنسية وهؤلاء خلفهم قوانين صارمه تحميهم وضعتها الماسونية حتى تقضي على كل الاديان السماوية والحضارات القديمة ولا يستطيع احد ان يتكلم معهم..
وهذا القرار قد صدر بالسماح للزواج بينهم في عهد الرئيس اوباما الذي سمح وبصوره علنيه بهذا الزواج المخزي والمشين والمعيب فتجد شابا وهو يسير مع شابا مثله يعتبره زوجته وكذلك بالنسبة للنساء مع النساء الشاذات بأخلافهن.. وعذرا انني جرحت مشاعركم لأنني
اعرفكم ما زلتم مجتمعات محافظة..
فهنيئا لكم هذه الحياة التي ما زالت مبنيه اواصرها ومازلتم عوائل تجتمعون يوميا وما زالت كل الامور المحرمة سماوياً تعتبر معيبة في بلادكم…
انا هنا اعمل اكثر من 12 ساعة لكي استطيع تأمين لي ولعائلتي لقمة العيش..
هنا في امريكا الديمقراطية التي تسمعون عنها قد صنفوا في قوانينهم مواطنيهم الذين يعيشون فوق اراضيهم الى أربعة اصناف.
الصنف الاول والمميز للنساء والثانية للكلاب اجلكم الله والثالثة للأطفال والرابعة والأخيرة للرجال وكل هذا وضعته قوانين تفرض على كل من يدخل هذه الاراضي ان يلتزم به… هنا لا تستطيع ان تحاسب ابناءك الصغار لأنه مجرد ان يقومون بتقديم شكوى ضدك سوف تأخذهم منظمات وتقوم بتربيتهم بعيدا عن عوائلهم وسوف يعلمونه عادات وتعاليم مخلة بالشرف ولا نعرف حتى مصدر هذه المنظمات…
وربما تسمعون بالرواتب قد تصل الى ألاف الدولارات تستغربون بل وتتعجبون من هذه الارقام العالية ولكن ليعلم الجميع انها لا تكفي احيانا لسد الضرائب المفروضة علينا فهنا كل شيء عليه ضريبه ونعمل كل اوقاتنا من اجل ان ندفع هذه الضرائب.ولايوجد اي تسامح اوباب انسانية في ذلك..
هنا المشردون في الشوارع اكبر اعدادهم بالاف الاضعاف من المتسولين الموجودون في الوطن العربي…
كل شيء هنا مختلف لا يوجد صلة رحم ولا توجد عوائل متماسكه مجتمع متفكك مبني على اساس الرأسمالية او بالأحرى على اساس العبيد والاحرار ويطول الحديث ويطول ولكنني بهذه الكلمات لن اكون قد استطعت عن تعبير كل ما يدور في واقعي الذي اعيش به..
حلمي ان اعود الى مدينة الموصل في يوم من الايام واتجول بين شوارعها وازقتها الجميلة كتبت لكم هذه المقالة ودموع العيون تذرف بحرارة وانا اتذكر اصدقائي الذين كنت اعمل معهم من منطقة جنوب الموصل في التجارة وامامي الان شهادة الجنسية العراقية وانا اقبلها كل لحظة رغم انني حصلت على الجنسية الأمريكية التي لم تفرحني في لحظة معينة لأنني اعيش في بلد لا يعرف سوى سياسة الحروب والدمار وقتل الابرياء واحتلال اراضي الدول المسالمة حتى يهاجر ابنائها الى بلاد العم سام..
وياليتنا لم نراها في يوم من الأيام ختاما إدعوا لي ولكل اخوانكم واصدقائكم من المغتربين ان نلتقي بكم في اقرب وقت وان نعود كما كنا مسيحيين في كنائسنا ومسلمين في مساجدكم وان نعيش بأمن وامان مع كل الاديان والطوائف الاخرى وان نرفع شعار
((السلام… السلام…. السلام))