23 ديسمبر، 2024 4:27 ص

أحلام السنين والوقوف مع الفن

أحلام السنين والوقوف مع الفن

تحية سلام ومحبة للشعب العراقي وهو يواصل تحديه وانتصاره على ما يمرُّ به من ظروف صعبة، نأمل تجاوزها بالصبر والتفاني والاخاء، ووحدة الموقف والتعاضد.
أحبتنا الكرام..
ذاعت في مواقع التواصل اليوم منشورات تحمل في طيّاتها تهديدات واعتراضات على بعض المسلسلات العراقية، نخص منها بالحديث مسلسل (أحلام السنين) لكاتبه القاص والروائي شوقي كريم حسن، بحجة الإساءة لعشائر الجنوب (حاشاهم من أية إساءة)، وكانت التهديدات مذيلة باسماء بعض العشائر العريقة والمعروفة، والمشهود لها بالسماحة والثقافة، مما يدخل الأمر في مجال الشك، واستغلال اسمها في الترويج لترهيب الحركة الدرامية، بينما العكس هو الصحيح إذ طالما كانت هذه القبائل مبادرة، ومحتضنة لأُسَر الأعمال الفنية بكرمها المعهود.
وهنا نود أن نبيّن أن الكتّاب يجتهدون في سَوق أحداثٍ هي من نسج الخيال وإبداع القلم، فعالم الدراما عالم موازٍ يسير مع المجتمع، ولا يتقاطع معه، ونلفت النظر إلى أن وقائع مسلسل (أحلام السنين) تدور في خمسينيات القرن الماضي، وليست في الوقت الحاضر، وإن ما يجري من أحداث وإشارات في الأعمال التلفزيونية أمور يجب أن تنبع عن قيم الوفاء لأهلنا وأبناء شعبنا، وإكبار دورهم العريق وصفاتهم الراقية، وهذا ما شهدناه عند عدد من الكتّاب، أما عن الجدل الدائر بخصوص المسلسل فهو أمر صحي ضمن حدود الرؤى العقلانية، مع ضرورة التعامل بعلمية وفنية إزاء ما طُرح بعيداً عن تشاجرات السياسة أو الاتجاهات الضيقة النظر وهي تحاول ركوب موجة بعض الاختلافات.
إن الأوساط الأدبية والفنية تقدر الاعتراضات التي تطرح ضد نتاجها، وتتقبل الرأي الآخر، ليعمَّ السجال الهادئ، بعيداً عن التشنجات، وبالتالي تقف المؤسسات مع ما يدعم الجمال، في لغة شفّافة وبناءة، وتصر على توجيه كل الكتّاب الى توخي المحبة عند الكتابة، لإبراز القيم النبيلة والأصيلة للشرائح كلها.
ونود التنويه إلى أن المسلسل ما زال في حلقته الثامنة، والإنصاف يتطلب ممن يحكم، أن ينتظر لانبلاج سيرورة ما سيجري من حبكات هي أساس العمل في العروض التلفزيونية، وبعد تمام المتابعة، يحق لمن يحسّ بأن ثمة إساءة في العمل، اللجوء للقضاء الذي سيستعين بخبراء ذوي علم ومعرفة ومن أبناء عشائر العراق أيضا لإحقاق الحق، فالوطن كله يربأ بمواطنيه أن يذهبوا لتقديم لغة التهديد أو الوعيد، فالكاتب والمخرج وكل أسرة العمل من أبناء هذه الأرض، وممن دافعوا عن الوطن وشرائحه.
نقف مع الفن والإبداع وحرية الكاتب ضمن الحدود والمعايير التي يحددها أصحاب المعرفة والتخصص، ونقف مع العراق كله وجنوبه وأهله سليلي الحضارات، وروّاد الفكر والمجد، ونقف مع الأصالة وتقاليد مضائف أهلنا ومع المرأة وعدم المساس بها، ونحثُّ على إبراز دورها المساند والأصيل، كما نقف ضد شيوع تهديد العاملين في المجالات الفنية والأدبية، ونعوّل على مؤسسات الدولة في اتّخاذ دورها الفاعل وحماية العاملين في المجالات الإبداعية الحسّاسة، كما نعوّل على عشائرنا الكريمة، ومعرفتها وحكمتها في رأب الصدع والتحلّي بما عُرف عنها من طيبة جنوبية عراقية أصيلة، تشهد لها الدواوين والحكايات والقصص.
دامت الثقافة العراقية بخير وألق،
ورمضان كريم للوطن والمواطنين.
الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق