23 ديسمبر، 2024 6:29 ص

شد الأحزمة على البطون بدأت في دول العالم لمواجهة الآتيات من الويلات والتداعيات , وفي مقدمتها الإنهيارات الإقتصادية المتعاظمة , وأعاصير المجاعات والأوبئة الفتاكة , التي سيطلقها البشر وتبعثها أمنا الأرض التي تخلخل وضعها البيئي , وتأسدت كوامنها وإنطلقت من مرابضها.
فهل عندنا بطون نشد الأحزمة عليها؟
البطون العربية خاوية , فثروات الأمة في بنوك الآخرين , وأكثر دولها تعتمد على إستيراد طعامها , فالزراعة لا تكفي للإطعام , وكأن دولنا ستصبح مشردة تتلظى على شواطئ الآخرين.
فمن لا يطعم نفسه مُستعبد مهان!!
دول الأمة بدأت تتضور , وتتوسل الدول التي كانت تستورد منها القمح والزيوت وحتى الذرة , أن تعطف عليها وتمنحها قليلا من الطحين لتوفير الرغيف للمواطن الذي بدأت آفة الجوع تسعى إليه.
فدولنا في أحسن أحوالها تستطيع أن تسد نصف حاجتها من الطعام , فبعد أن كانت تصدر القمح والرز والحبوب الآخرى , صارت تستوردها مع تزايد عدد السكان.
والسبب يعود إلى الجهل الإقتصادي وغياب أنظمة الحكم الوطنية , والتخدير المروع بالدين , وعدم الإهتمام بالعلم ومناهجه وآلياته اللازمة للإنتاج والإنجاز الإبتكاري المعاصر , فلا توجد في دولنا مشاريع ذات قيمة إطعامية , ولا قدرات على التكامل الغذائي , فالأمن الغذائي للأمة مستباح , ومخترق , ويعتمد بالأساس على الآخرين الذين يمسكون بمصيرها.
فهل وجدتم مسؤولا يتكلم بجد ومثابرة عن الزراعة والصناعة وتوفير لقمة العيش للمواطنين , أم أنهم يخاطبون الناس بما يلهيهم ويؤرقهم ويقلقهم ويرعبهم , ويبلد عقولهم , ويؤجج مشاعرهم السلبية , وبهذه الوسائل يحكمون , وعندما تواجههم بالحقائق الدامغة , تجدهم يمتلكون أرشيفا لا ينضب من الأعذار المخادعة البلهاء.
فإلى أين المسير في ظلمة الدرب الطويل؟!!