18 ديسمبر، 2024 8:11 م

الأحزاب العربية أهدافها الخراب والإحتراب , ولا يوجد حزب لم يساهم بهذا السلوك التدميري للقدرات والطاقات.
وكأنها تم تأسيسها لخدمة المصالح الأجنبية , ولم تكن أبدا لتأمين المصالح العربية , فمنذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر تم تأسيس جمعيات وأحزاب قومية هدفها التحارب مع الدولة العثمانية وإستنزافها وإضعافها والقضاء عليها , وعندما قامت الثورة الشيوعية في روسيا وكشفت معاهدة (سايكس بيكو) , إنطلق الغرب المعادي للشيوعية بإنشاء الأحزاب الدينية , لكي تقف سدا منيعا أمام إنتشار الحزب الشيوعي في المنطقة العربية لأهميتها الإقتصادية وثرواتها الهائلة.
والقوى الطامعة بالعرب تعرف جيدا أن لا بد من قوى موازية لتحقيق التوازن وإدامة الإشغال والإضعاف العربي , فأنشأت الأحزاب القومية مرة أخرى لتحارب الدينية ولكي تمنع الحزب الشيوعي من الإنتشار , فدخلت هذه الأحزاب في صراعات دامية ومضت منشغلة ببعضها وبإضعاف بلدانها , وتأهيلها للإفتراس من قبل الطامعين بها.
وحتى يومنا الحاضر لا يوجد حزب عربي أصيل , وإنما أحزاب ممولة من جهات طامعة بالوجود العربي والأرض العربية.
وللدين دور مهم في إنهاك العرب وتدميرهم وإقصائهم وتناحرهم , ونسيانهم لواجباتهم الوطنية والحضارية , بل وبعزلهم عن حاضرهم ومستقبلهم وإلهائهم بالغابرات والخائبات , ولهذا تم إستخدام التأريخ وتاجيج العواطف السلبية المتصلة ببعض حوادثه , وطمر العرب ببعضهم ودفعهم لتبديد طاقاتهم الفكرية والمعرفية بنبش القبور وإعادة ما لا يمكن رجوعه إلى أيامهم , وبهذا يعيش العرب في عوالم الغاديات ويندرسون في الأجداث والخاويات.
واليوم لو تأملنا الواقع العربي فسيبدو وكأنه رقعة شطرنج يتنافس فيها لاعبون أقوياء أشداء , والأحزاب بأنواعها هي أحجارهم التي يحركونها على هذه الرقعة المرسومة بالدماء.
فهل عندكم حزب عربي لم يساهم بالخراب والدمار وقهر الأمة ودفعها عقودا إلى الوراء؟
أو هل لديكم دليل على إنجازات ذات قيمة حضارية معاصرة لحزب عربي ؟!!
إنها لعبة أحزاب على رقعة مأساة , واللاعبون هم الفائزون , والخاسرون دوما هم الملعوب بهم وفقا لآليات الأحزاب الطرهات!!
فإلعنوا جميع الأحزاب يرحمكم رب العباد!!