18 ديسمبر، 2024 9:36 م

أمريكا بعد غزوها للعراق , نجحت في تشويه سمعة الدين من خلال تشويه سمعة الاسلام , عندما أوصلت مجموعة من الاحزاب الدينية المتشددة الى دفة السلطة , ( حزبي الدعوة والاسلامي الاخواني ) رافعة راية الاسلام السياسي للوصول الى مبتغاها , وما أن حصلت على ذلك , كشفت عن أقنعتها الشيطانية وزيف شعاراتها .. هذه النماذج السيئة من الاحزاب الدينية التي دعمها الغرب بشدة , وقدمها للعراقيين على أنها تحمل صفات العدالة والتسامح والمساواة , تحت غطاء إسلامي , وهم يدركون أنها أحزاب فاشلة , ولا ترقى حتى لادارة مدرسة صغيرة , من ثم يعرضون هذه الاحزاب المتسلطة على الشعب , ليشهد بشاعتها وقذارتها وتخبطها في قيادة الدولة , ولان تلك الانظمة تدعي شرعيتها وعقيدتها من الاسلام ..
فهذا يعني أن الفساد في الدين الاسلامي بحد ذاته , وليس في الشخصيات التي تنتمي للمذاهب الاسلامية المختلفة والثقافات والافكار المتعددة , بمعنى أخر , أنها ضربة موجعة للاسلام بيد أهله , ولا غرابة إذا ما شهدنا , حالات الاستهجان وعدم القبول للمسلمين في أوساط المجتمع الغربي , للسبب نفسه ..
هذه الاحزاب الشيطانية , تحاول إيهام الشعب من جديد , على أنها أنسلخت من عباءة الاسلام السياسي , ولبست ثوب المدنية , بعدما تيقنت فشل مشروعها الاسلامي , وأبتعاد الناخب العراقي عن يافطات تلك الاحزاب الكسيحة , وجعلوا العراقيين يكفرون باليوم الذي ذهبوا فيه , لانتخاب هؤلاء الساقطين المنافقين , وما شعار ( بأسم الدين باكونا الحرامية ) , ألا سخط شعبي وتذمر من المدعين بالاسلام , الذين سيدتهم أمريكا على العراقيين , وهذا بالضبط ما يريده الغرب في معركته ضد الدين الحنيف , وربطه بالعنف والارهاب , من خلال إنسلاخ المسلم عن دينه , وجعله يكفر به , وتنصير المسلم وشده للحضارة الغربية ..
الامر الخطير الاخر , أن الساحة العراقية بعد الغزو الامريكي , شهدت شراء ذمم بعض رجال الدين وبعض المراجع , من أجل تشويه العمامة وقدسيتها عند العراقيين , للوصول الى الاساءة للاسلام .. وهذا ما نشرته مذكرات بول بريمر , ورامسفيلد , معززين ذلك بصور فوتغرافية , تظهر حجم العمالة والوقاحة لبعض هؤلاء العمائم ورجال الدين ( شيعة وسنة ) المتاجرين بأسم الاسلام , من أجل أرضاء الغزاة والحصول على مكاسب دنيوية .. والغريب أن بعض رجال الدين , يتفاخرون بعلاقاتهم مع الاجنبي المحتل , ويحاولون بكل جهد أن ينفذوا ما يؤمرون به , وهم يدركون حرمة ذلك في القرأن الكريم والسنة النبوية الشريفة , ألا أنهم رضخوا بالترغيب أو بالترهيب أو حتى تعففا ..
ولو لم تكن هذه الاحزاب الشيطانية , قد حققت المصالح والنفوذ الواسع للولايات المتحدة وإسرائيل في العراق , لما مهدت لتلك الاحزاب الفاسدة السبل والكيفية لتسلم السلطة , وما وجدت الدعم المتواصل لها أمريكيا وبريطانيا .. ولو أن هذه الاحزاب الشيطانية حاولت بصورة أو بأخرى , الافلات من قبضة أمريكا , فأن الخلف نسخة جاهزة عن السلف , وسترى أغلب قادة هذه الاحزاب الفاسدة في قبضة القضاء , بعد تأجيج الشارع العراقي ضدهم , ونشر العديد من ملفات الفساد وكشف البنوك التي تحتفظ بأموال السحت الحرام , وتسخير بعض القنوات الفضائية للنيل من هذه الاحزاب التي أنشقت عن طاعة أمريكا والغرب ..