أحزاب بلا وطن!!

الأحزاب المؤدينة والتي ترفع رايات القومية , لا تعترف بوطن , وتتمسك بعقيدتها التي تنكر الوطن , وتحط من قيمته وأهميته , وتحسبه أداة تستخدمها لتحقيق مآربها.
ولهذا فأنها تدمر الأوطان التي تتمكن من الحكم فيها , فلا يوجد حزب قومي بنى وطنا , ولاحزب يدّعي بدين إعترف بوجود وطن.
فالقومي عقيدته لا وطنية , والديني كذلك , بل عالمية , إذ يرى أن عليه أن يحكم العالم , ويمسك براية الخلافة , فالأحزاب المؤدينة ذات طبيعة واحدة ولا فرق بينها , وتعبّر عن ذات الفكرة بأساليب متنوعة , ويتم تمويلها من جهات خارجية , وتأهيلها لتكون عدوة للشعب والوطن.
ولهذا فهي أحزاب عدوانية , مما يفسر لماذا خرّبت ودمرت أكثر مما عمّرت , وأدت أدوارها المرسومة لها وإختفت , فلكل منها دوره ومرحلته , فهذا يحكم ويقتص من ذاك , والآخر سيحكم لينتقم من سابقه , وهكذا دواليك .
أحزاب تعاقب شعوبها , وتدمر أوطانها , وتنال العقاب من حزب آخر سينقض عليها , بمساندة المروجين لأجندات المصالح والمشاريع اللازمة للإستحواذ على الوطن.
والصورة واضحة في عدد من بلدان المنطقة , التي نفذت فيها الأحزاب أدوارها وصالت على بعضها , وسفكت دماء أبناء شعبها , وقتلت وأعدمت وغيّبت وهجّرت , وفعلت ما فعلت في البلاد والعباد.
فهل توجد أحزاب وطنية في مجتمعاتنا؟
لا يمكن الجزم بوجودها , لأن مفهوم الحزب في الوعي الجمعي منحرف , فأحزابنا مشاريعها كرسوية إستحواذية , لا تفكر بمصالح الوطن والمواطنين , ونضالها مرهون بالكرسي الذي تتطلع إليه , للتعبير عن أسوأ ما فيها , وتتحول إلى حالة مرعوبة عدوانية الطباع والتفاعلات , ومسكونة بمشاعر سرقة السلطة منها , وإزاحتها عن الكرسي , ولهذا تكون ذات ردود أفعال فتاكة.
ولا يختلف حزب عن آخر في سلوكه , وسيتواصل ناعور الويلات , ما دامت الشعوب لا تؤمن بدستور وقانون , والكرسي لعبة دموية متوالية!!