18 ديسمبر، 2024 5:40 م

الأحزاب دينها الكرسي , ولا دين لحزب سواه , والقول بالأحزاب الدينية , ضحك على الذقون , فربط الدين بأي حزب لا يتوافق والواقع.
فهل وجدتم حزبا دينيا عبّر عن الدين الذي يدّعيه وهو في السلطة؟
إن الكرسي يجرّد الأحزاب من محتواها , ويفرض إرادته عليها , ويمتهنها ويستعبدها , ويمنعها من التعبير العملي عن رؤاها وتطلعاتها , ويحكمها بإرادة القوة , ويدفع بها إلى ميادين الصراع من أجل البقاء في الكرسي.
فلا يوجد حزب إدّعى بأنه ديني وتمكن من تمثيل دينه , بل يتصرف بما يتعارض وأبسط معايير وقيم الدين الذي يرفع راياته ويتسمى به.
ولا يشذ حزب في تأريخ البشرية عن هذا السلوك المتناقض مع ما تدّعيه أحزاب الدين , لأنها تفشل في إبتكار الصيغ العملية للتعبير عن جوهر ما تؤمن به وتراه , وتتخذ لها مسارات منحرفة توهم نفسها بها , وتجعلها صراطا للويلات والتداعيات والدمار والخراب المستقيد.
وتنفلت رغباتها وما فيها من العدوانية والشراسة الوحشية , فتفتك بالعباد والبلاد وتريد أن تبقى في الكرسي مهما كان الثمن.
فلماذا تتحدث عن العلمانية , وغيرها من المصطلحات التي ترى أنها تفصل الدين عن الدولة , وهي الأحزاب المغالية , التي تنكر دينها وتدين بالكرسي وما يمليه عليها , فتجرد نظام الحكم من الدين , وتبدو أشد كراهية للدين من أي قوة أو حزب لا ديني.
إنها لمهزلة سلوكية تتمرغ فيها الأجيال وتنزف طاقاتها , والمستفيد عدوها الطامع ببلادها!!