18 ديسمبر، 2024 7:12 م

أحزاب الضغائن والفتن!!

أحزاب الضغائن والفتن!!

الأحزاب العربية ومنذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى اليوم , أحزاب فاشلة مدمرة لذاتها ولموضوعها , ومنطلقة من مرتكزات الضغائن والفتن , ولهذا فهي دمّرت وما عمّرت , وفرّقت وما وحّدت , وأضعفت وما قوّت , وأخّرت وما قدّمت.
فمآسي الواقع العربي جوهره الأحزاب بأواعها ومسمياتها , التي عجزت عن إقامة نظام دستوري يحافظ على سلامتها وسلامة وطنها , وإنما أمعنت في التقاتل والتصارع على كرسي لا تملكه وسلطة ليست بيدها.

والسبب الأساسي فيما جرى لها , أنها أحزاب من صنع الآخرين , وتدين بالتبعية والخنوع لسادتها , فلا يوجد فيها حزب وطني أو عربي أصيل.

ولا تزال الأحزاب المساهمة بالوجيع الدامي , تدين بعقائد التبعية وتنفيذ إرادة الآخرين المتحكمين بمصيرها وحسب , ولهذا فأن المجتمع يعاني الويلات من جراء السلوك الحزبي المتضاغن , والفتن المتأججة لتوفير الفرص الكفيلة بسرقة ثروات البلاد والعباد.

أي أنها أحزاب لا وطنية ولا عربية , لكنها تتظاهر بهما , ومسيراتها تفضح شعاراتها , وما آلت إليه الأمور تؤكد لا وطنيتها , وتجسد منطلقات ومصالح الآخرين أسيادها أجمعين.

فالفرق واضح ما بين الأحزاب العربية برمتها وأحزاب المجتمعات الأخرى التي حققت إنجازات وطنية معاصرة , وأخذت بشعوبها إلى محطات الرقاء والبناء والقوة والعزة والكرامة الوطنية.
ولا يمكن تفسير سلوك الأحزاب العربية إلا بأنه نابع من اللاوطنية واللاعروبة , وبأنها أحزاب مصطنعة لتمرير مشاريع وتنفيذ برامج وخطط أجنبية.

فتأريخ هذه الأحزاب ملطخ بالجرائم والآثام وآليات الغدر والفساد والإنتقام , وكأنها العصابات العابثة في البلاد , فأساليبها في التعامل مع الواقع لا يختلف عن أساليب أية عصابة , بل لبعض العصابات قيم وأخلاق ومبادئ وضوابط سلوكية , بينما هذه الأحزاب منفلتة السلوك متوحشة الطباع وشرسة.

وبهذا إنتهت معظمها وإندحرت وتقاصرت أعمارها , وجميعها إنتقمت من بعضها البعض , فالذي يتسلط يفترس غيره ويظلمه , وما أن يغدر به الكرسي حتى يكون في موضع الذي إفترسه وظلمه , وهكذا دواليك.

وتلك حقيقة تحزبية سلوكية ممزقة للوجود العربي بأكمله , فدائرة الأحزاب المفترسة مفرغة الطباع وتأكل ما فيها في خليط لا يتجانس بل يتشاكس ويبيد , كالموجودات المتمحنة في مستنقع آسن نتن شديد العفونة.
فالْعنوا أحزابكم لترتقي أوطانكم!!