19 ديسمبر، 2024 12:40 ص

الأحزاب في بلاد العرب أوطاني بالونات منفوخة بغاز سريع الإشتعال , لا يساعدها على التحليق في فضاءات وجودها المهضومة بها.
فلا يوجد حزب منذ تأسيس دولنا تنطبق عليه تسمية حزب , بمعناها الحقيقي المتعارف عليه في أحزاب الدنيا , التي أوجدت قيادات مقتدرة , وقامت بإنجازات وطنية مؤثرة في حياة الأجيال.
أحزاب الدنيا بنت أوطانها إقتصاديا وعلميا وعمرانيا وأخلاقيا وفكريا , وأحزابنا خربت كل شيئ وأجادت سفك الدماء وبناء المعتقلات وحسب.
أحزابنا عصابات , وأحزاب الدنيا كيانات لها نظرياتها ورؤاها ومفكريها ومنطلقاتها الواضحة , القادرة على تحويلها إلى منجزات تتنعم بها الأجيال.
أحزابنا تتقاتل وتخادع الجماهير وتتاجر بالغالي والنفيس , وأنانية وإستحواذية مخزية , وتجهد في صناعة أفرادها الذين تضفي عليهم ما ليس فيهم وتجردهم من آدميتهم.
أحزابنا جاهلة وتتمتع بأمية فكرية وسياسية وإقتصادية , وغير قادرة على التعلم والتطور , ومنهجها التمسك بالسلطة مهما كان الثمن.
إنها قوة نقمة وإنتقام من الشعب والوطن.
فلا توجد في ديارنا أحزاب , وإن وصفناها بالعصابات فهذا تكريم لها , لأن العصابات لها قيمها ومناهجها وتفيد المجتمع الذي تعمل فيه , أما أحزابنا فأنها ضد كل شيئ حتى ذاتها وموضوعها.
وجميعها أجهزت على مبادئها وشعاراتها وعقائدها وفعلت عكس ما طرحته.
فلا يوجد حزب عبّر عمليا وبصدق عن شعاراته , وإنما ناقضها ودمرها.
فأتوني بحزب قال وفعل , أم أن أفعال أحزابنا أعداء أقوالها , فتكذب وتضلل , ولا فرق بينها , وإن توشحت بالوطنية والقومية والدين.
إنها مجاميع فتاكة مفترسة تريد الإستيلاء على البلاد والعباد , والتمتع العدواني بحقوق الآخرين , والتلذذ بمعاناة الشعب , وقهره وتعذيبه وسفك دمه , فلا تقل عندنا أحزاب بل مجاميع ذئاب!!