22 ديسمبر، 2024 1:54 م

منذ 15 عام يتكرر مشهد واحد يبدأ بأعتقاد الشعب العراقي أن تغييرا سيحصل مع كل إنتخابات, معتمدا في ذلك على الخطب الرنانة لرؤساء الكتل والمرشحين على حد سواء بأعتبارهم مقبلين على مهمة وطنية ثقيلة ومقدسة هي خدمة الشعب المظلوم!, ثم ينتهي المهرجان الانتخابي وكل يحصد نصيبه من الأصوات والمقاعد والوزرات والصفقات لتبدأ معها رحلة بؤس جديدة ويتصدر المشهد ثلة من اللصوص, بأختصارهذا ما يحدث في كل مرة.
تحرص الكتل على إنتقاء ممثليها على أساس الولاء الحزبي, ثم تلقنهم شعارات الوطنية والنزاهة والوحدة وخدمة المواطن والخ, من تلك البضاعة الرخصية التي تغص بها دكاكين السياسية, بعد كل تلك الشعارات لا المواطن يتغير وضعه ولا الوطن يتعافى من مرضه العضال المشخص بأنه أحزاب تتصارع على إقتسام خيراته وأذلال شعبه!
تكاد مهام وصفات المسؤولين تتشابه ,مظاهر بذخ وحمايات وشعارات, كل منهم يعمل لخدمة حزبه ونفسه, ومعظم حواراته تتمحور حول المواطن وتشجيع الهوية الوطنية, والصناعة الوطنية, والكفاءات الوطنية والثروة الوطنية, والحقيقية تلك الشخصيات لاتمت بأي صلة للوطنية سوى أن أغلبهم يحرصون على أنتعال احذية محلية الصنع! تشجيعا للصناعة الوطنية, ويحرصون على ذلك فقط أمام الكاميرا, فهم ببساطة الامر لا يملكون حتى جنسية عراقية, فعن أي وطن وأي وطنية يتحدثون يا ترى؟ وكيف يتصور الناس أن ثمة خير قادم من سياسي مزودج الجنسية, ويعزل نفسه عن شعبه بل أن أغلبهم يترفع عن أن يعيش ابنائهم واحفادهم في العراق, حتى من تزوج زوجة ثانية كان حريصا على أن تقيم في الخارج!
ترى أي أدلة يحتاج المواطن العراقي ليصدق أن هؤلاء لا ينتمون لهذا الشعب ولا يأبهون لأمره؟ ومتى يدركون حجم خطيئة أيصال تلك النماذج الى سدة الحكم, للتحكم بمصير شعب مازال يقدم القرابين بين شهيد وجريح؟ ومتى يدرك الناس أن الدليل الوحيد على شعارات الساسة الوطنية هو أنتعال أحذية صنعت في مصانع عراقية لغرض الدعاية الانتخابية؟