18 ديسمبر، 2024 9:38 م

أحذروا غدر الأوغاد

أحذروا غدر الأوغاد

كثيرا ما تحدث مشاكل في كافة بقاع العالم و أغلبها تحل من قبل  المعنيون  بالحكمة و التروي و يتحاشى الجميع أن لا تكون هذه المشاكل سببا لإراقة  نقطة دم واحدة ..لأن  للإنسان فيها قيمة و احترام و تقدير وفيها  للحياة معنى و للجميع حقوق يجب مراعاتها و منها  المحافظة على الحياة و التي أجمعت  القوانين السماوية و الوضعية و الأعراف على احترامها .. إلا نحن في العراق ليس للإنسان فيه قيمة و لا احترام ..  الكثير من العراقيين يعيشون تحت خط الفقر و الكثير الكثير يقتاتون من  القمامة و يعيشون فيها لعدم وجود مسكن لهم في هذا البلد الواسع و المترامي الأطراف شرقا و غربا و تحت أرضه كميات هائلة من النفط  و هي أكثر بكثير من حاجة العراقيين لو جرى التعامل بهذه الثروة بشكل صحيح   … في العراق يقتل الإنسان على هويته أو مذهبه و يعامل حتى في اغلب دوائر الحكومة و مؤسساتها على هذا الأساس… سجناء العراق يتعرضون و بشكل منظم إلى أبشع أنواع التعذيب و تنتهي حياة الكثيرون منهم  في سجونهم دون حساب أو عقاب للمتسبب بالوفاة .. محاكم العراق تحكم بالموت بسبب وشاية أو شبهة أو حكم ظالم يصدره قاض يتبع إلى جهة معينة متنفذة  في الدولة و لها سطوة  على القضاء يتلقى أوامر منها .. قوات و مليشيات تابعة إلى دولة أخرى تستبيح ارض العراق و تحصد أرواح شعبه في تدخل سافر و وقح ولا يوجد من  يستنكر هذا العمل لا من مجلس الأمن ولا من الأمم المتحدة ولا من الدول الصغيرة أو الكبيرة  كما يحدث في كثير من  دول العالم حيث تقوم الدنيا ولا تقعد أن حدث ذلك في أي دولة بالعالم…  هذا يحدث و يحدث الكثير ولا يوجد في هذا العالم الواسع من يستطيع أن يمنع الظلم و الجريمة عن هذا الشعب الذي لا زال ينزف انهارا من الدم منذ غزو العراق في 2003 و لحد الآن و قد تأقلم المواطن العراقي على ذلك ولا يستغربه .

و لكننا نستغرب جرائم  تحدث على ارض العراق ضد جماعات غير عراقية  تحضي  بحماية  و رعاية  الأمم المتحدة بحكم القانون الدولي .. يحدث ذلك و أمام أنظار ممثلي  المؤسسات الأممية ولا تحرك ساكنا لمنعها  و هذا ما حدث مع سكان أشرف الأعضاء في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية  و التي تتخذ من هذه المدينة  ملجأ لأكثر من 3400 لاجئ إيراني منذ أكثر من 25 عاما , حيث قام عدد من المجرمين  و الذين سبق و أن قاموا بقتل و جرح العديد من أعضاء هذه المنظمة و الاعتداء عليهم بدون سبب مبرر إلا لكونهم معارضون لنظام طهران  و خلال نقل الوجبة السابعة من مدينة أشرف إلى  ليبرني و الذي اعتبر محطة  لنقل هؤلاء السكان إلى بلد ثالث حاول هؤلاء القتلة خطف عدد من السكان حيث تم إيقاف العجلة التي كانت تقلهم و حاولوا إنزال عدد منهم و بعد إن  فشلوا  في ذلك بسبب المقاومة التي أبداها  هؤلاء الإفراد من  السكان انهالوا عليهم المجرمون بالضرب  بالعصي و إعقاب البنادق مما تسبب إلى  جرح العديد منهم و أصابه البعض منهم بكسور مما أدى إلى انتباه المراقبون الذين كانوا يرافقون القافلة و تدخلوا ليفشلوا عملية الاختطاف .

و قد فهمنا و من خلال تصريحات أحد الموظفين في يونامي بأن هذه العملية ليست  الوحيدة و إنما  سبقتها محاولات سابقة خلال نقل الوجبات السابقة ..حدث هذا و لم نسمع أي تصريح   من يونامي ولا من قبل السيد كوبر ممثل السيد الأمين العام للأمم المتحدة في العراق  ولا من ممثلي الدولة الغازية ولا من أي دولة تدعي حمايتها لحقوق الإنسان يستنكر هذا الفعل الشنيع المخالف حتى لقوانين المنظمة الدولية التي تدعي رعايتها لهؤلاء اللاجئين العزل من السلاح و الذين يعاني الكثير منهم جروحا  من اعتداءات سابقة قام بها عملاء النظام الإيراني و مخابراته الذين يتحينون الفرص لإيقاع مزيد من  الأذى النفسي و الجسدي بأعضاء منظمة مجاهدي خلق .. و الأدهى من ذلك لم نسمع حتى صوتا من أصوات سبق أن ارتفعت بالبرلمان العراقي تحتج  حول موضوع سوريا أو البحرين واستنكرت في حينه  خروقات لحقوق الإنسان بحق الشعب البحريني  و الشعب السوري و لكن مثل هذه الأصوات تخرس أمام الجرائم التي يرتكبها نظام طهران و عملائه بحق الشعب العراقي و ضيوفه .

لذلك نطالب مجلس الأمن و الأمم المتحدة و الدول التي تدعي حمايتها لحقوق الإنسان أن تتحرك و بسرعة لحماية ضيوف العراق اللاجئون  السوريون الذين يتعرضون للقمع اللا  مبرر على الحدود العراقية السورية من الاعتداءات الوحشية عليهم من قبل قوة القدس و المخابرات الإيرانية و المليشيات التابعة  لها و عملاء الحكومة العراقية  و أن تضمن الحماية الكاملة لسكان أشرف و ليبرتي و أن تعمل جاهدة على نقلهم إلى بلد ثالث دون أن يمس أحدهم سؤا على أيدي هؤلاء الأوغاد و أن يسمح لهم بنقل أمتعتهم و المستلزمات الأساسية التي يحتاجوها من موادهم التي حجزتها قوات الأمن العراقية و لم يسمحوا  بنقلها إلى ليبرتي و خاصة المستلزمات التي تخص المرضى و المعوقين مثل الدراجات و الكراسي و سيارات النقل  و أن تتولى لجنة أممية على بيع ما تبقى من تلك الممتلكات في اشرف و إيداع مبالغا لسكان ليبرتي  حتى تعينهم على العيش في البلد الثالث الذي سينقلون له ..  كما أني احذر الجميع بأن غدر هؤلاء المجرمون سوف لن ينتهي و سيحاولون مرة أخرى إيذاء هؤلاء اللاجئين بأي  وسيلة كانت .