23 ديسمبر، 2024 3:59 م

أحد والموصل ومقاربات الجنون..!

أحد والموصل ومقاربات الجنون..!

عجيبة هي الشواهد والعبر، التي يضربها قائلها، من أجل الدفاع عن نفسه، او عن أخطاء شخص معين، حقق معه ما لا يمكن له أن يحققه ولو بعد أربعمائة عام.
الهستيريا جعلت من نخبة السياسيين العراقيين، يخرجون عن أطار المؤلوف والمعقول، حتى باتوا لا يستطيعون السيطرة على أفواههم، التي طالما ما كانوا فنانين بارعين في كيفية أدارتها، ومهاجمة الأطراف السياسية المنافسة.

التوصيات التي خرج بها تقرير سقوط مدينة الموصل، جعل من سياسيي الصدفه يفقدون أعصابهم، من أجل الدفاع عن شخصياتهم التي أدانتها اللجنة، التي كلفت بهذا الموضوع، وكل حسب استفادته المادية والمصلحية.

منهم من وصفها بأنها توصيات شيطانية، ولا نعلم عن اي شيطنه يتحدث؛ لان من كتبها هم أعضاء مجلس النواب أنفسهم، وقد سرت عليهم المحاصصه والتوافقية كما سرت على مفاصل الدولة الاخرى.

لكن ما يثير الاستغراب ؛ هو تصريح سيد العارفين والمستشارين الخزاعي، عندما علق عن تحمل السيد المالكي مسؤولية سقوط مدينة الموصل بوصفه هو القائد العام للقوات المسلحة؛ 

” أن تحميل السيد المالكي مسؤولية سقوط مدينة الموصل معناها تحميل الرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة والسلام مسؤولية خسارة معركة أحد “.

لا نعلم ماهو وجه المقارنة بين هاتين الحادثتين؛ وعلى ماذا استند السيد الخزاعي في هكذا توصيف، هل كان السبب هو من أجل أستمالة الرأي العام، ام ان مكانة السيد المالكي عنده وعند بعض السياسيين كمكانة الرسول الأكرم ؟

من باب المقاربة وما هو معلوم؛ أن عدد جيش المسلمين في ذلك الوقت هو الـ ٧٠٠ مقاتل، ولم يكن هناك فضائيين، بينما عدد أهل مكة بقيادة ابو سفيان كان ٣٠٠٠ آلاف مقاتل !

أحد لم تكن داخل ديار المسلمين، التي يتمركز فيها الجيش بكامل تجهيزه ومعداته العسكرية ؟

كان الرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم،  يمتلك ألاستخبارات، التي تنقل له بكل جديه كل الخطوات التي يقوم بها العدو، ويتحرك حسب تلك المعلومات ؟

الرماة لم يكونوا خونة، هم جنود خالفوا الأوامر، ولم يصل لقيادتهم تقرير مسبق عن فسادهم وخيانتهم ؟

في عهد الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام لم يكن هناك بيع للمناصب العسكرية ؟

تحقق النصر في بداية الامر لصالح المسلمين، الا أن” خطأ تكتيكي” هو من جعل الأمور تنقلب لصالح جيش أبو سفيان، أي أن المعركة حدثت وخسر فيها المسلمين عدد من الشهداء،  وأولهم حمزة ابن عبد المطلب !

تمكن المشركين من الوصول الى النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وقد ” شجت جبهته الشريفه “، لكنهم لم يخسروا الارض ولا السبايا ولا الغنائم !

على العكس تماماً ما حدث في مدينة الموصل، ناهيك عن أختلاف الشخصيات والظرف الزماني والمكاني، الا أن خلط الأوراق هو السلاح الذي تبقى عند السيد الخزاعي ومن يقف معه.

خلاصتي هي ؛ الرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أكبر من أن يشبه به وبقيادته، من أجل الدفاع عن أخطاء سياسية وعسكرية، يتحملها من أستقدم الفاسدين والخونة، ووضعهم في مناصب عسكرية مهمة، وأن هستيريا الدفاع عن المتهمين، لا تعني أن لا يكون هناك خط أحمر، يجب على السيد الخزاعي وأمثاله أن لا يعبروه.