شهدت فرنسا قبل أيام حادثة الهجوم على مقر الصحيفة ( ايبدو ) المسيئة للإسلام والنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) أدى هذا الهجوم إلى مقتل عدد من أعضائها .. ورغم إن الهجوم كان صحيحاً – من وجهة نظري ، لأن المتعدي والمعتدي على شخصية أكمل الخلق (صلى الله عليه وآله وسلم ) مصيره القتل سواء كلن مسلماً أم غير مسلم – إلا أن الغرب يستغل هذا الحدث لأجل تشويه الإسلام على أيدي أناس يدعون الإسلام !! ولكن الملفت للنظر هو :
1- مسارعة العديد من الدول العربية والإسلامية إلى استنكار هذا الحدث ، في وقت لم نسمع من هذه الدول الإستنكار على ما قامت به الصحيفة من إعتداءات على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والإسلام !! .
2- إعطاء الأهمية للإنسان الغربي إلى درجة أثارت ضجة كل دول العالم بما فيها الدول الإسلامية والعربية !! في وقت يسقط الآلاف من المسلمين في العراق وسوريا وباكستان وأفغانستان وبورما وغيرها من دون أدنى إستنكار من الدول الغربية !! بل هي من تقوم بتصنيع قادة الإرهاب لأجل تدمير شعوبنا> !!
3- خروج كل الدول الغربية متحدةً في مظاهرة واحدة في فرنسا تنديداً لهذا الحدث .. ما يعني وقوفهم صفاً واحداً ضد الإسلام – وإن صوروا أنهم ضد الإرهاب ، بل صرحوا أنهم ضد ” الإسلام المتشدد !! ” .. لأنهم هم من صنعوا الإرهاب لأجل تشويه الإسلام لدى المجتمعات غير المسلمة .
نعم : أرادوا بصنع هكذا إسلام وإلصاق تهمة التشدد حتى يقطعوا الطريق على كل حركة إسلامية تقف بوجه طغيانهم وجبروتهم ليصطدموا بهذا الجدار ( الإرهاب ) . فلسان حال الغرب يقول : – نعم نعم للإسلام الجبان والخانع – .
اليوم هذا الإرهاب يستنكر من قبل كل العالم .. وهو صحيح ، ولكن الغرب يمارس إرهاباً من نوع آخر ، فمرة قتل الشعوب بإسم الديمقراطية والحرية ( لتستعبدها !! )
وهناك نوع آخر من الإرهاب : وهو إرهاب ( حرية الرأي والصحافة ) فمن مس هذا الإله بسوء فهو عدو الإنسانية وهو الإرهابي المطلق !! .
ها هي ( تشارلي إيبدو ) تعيد نشر صحيفتها بـ(نصف مليون نسخة ) تحمل في طياتها صوراً مسيئةً للنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) من دون معاقبة من حكومتها ، ولا إدانة تساوي حجم الجريمة _ طبقاً للقانون الفيزيائي ( لكل فعل ردة فعل ، تساويه بالمقدار ، وتعاكسه بالإتجاه ) _ .. نعم : صدرت تصريحات خجولة لا تنطبق مع هذا القانون الفيزيائي !! ، فقد صرح الأزهر الشريف : ( بأن هذه الممارسات ستأجج الكراهية ) !! وصرح مراجع إيران : ( بأن هذه الممارسات هي إساءة لكل المسلمين ) !!
أما مرجعية النجف : فلم نسمع منها شيئاً ( عجيييييييييييب ) !! .
فوالله والله لو أفنينا الأرض بمن عليها إنتقاماً لهذه الإساءة لما كان كافياً ولا شافياً لعظيم حضرة النبي الأكرم محمد رسول الإنسانية ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
خـتـاماً أقـول : متى يستفيق المسلمون من رقدتهم العميقة ليصطفوا صفاً واحداً ضد هذه الإساءات من الإرهابيين الجهلة الحمقى ومن أسيادهم الغرب الكافر ؟؟!