تللسقف,,, وهي واحده من البلدات التي طالتها المخالب الداعشيه القذره ثم غادرتها لكن البلدة ظلت مهجوره سوى من تواجد فصائل البيشمركه ومجموعات قتاليه من ابناء شعبنا الكلدواشوريين السريان موزعين في محيطها , وقد سبق لنا و اشرنا في أكثر من مناسبه الى دور المصالح الحزبية والمنافع الشخصيه فيما حل بعموم العراق وفي قرانا وبلداتنا التي ما زال الدواعش المجرمون يعبثون فيها بعد تهجير ساكنيها الذي قارب عددهم ال 200الف مهجر , مما عكس حالة يأس وإحباط لدى ابناء شعبنا مضافا اليها نظرة الاستصغار التي يلصقها بنا البعض لتبرير فرض الوصايات وكأننا من صنف الشعوب العاجزه عن حماية نفسها وتدبير امور عيشها الا بوصايات واملاءات الغير ومن دونها يكون الهرب والمغادره هو خيارالعاجزين كما يتصورون , هكذا يروق للبعض ان يقولوا او يتمنوه لنا ,لكن حقيقة وواقع شعبنا حتى في الظروف الصعبة ليست كذلك سواء ربطناها بموروثنا الذي اكتسبناه من مواقف وملاحم الآباء والأجداد في المنطقة أومن نضالات الأبناء والأحفاد ضد الظلم والديكتاتوريات.
قبل اشهر قليله , وكردة فعل للانفلات الأمني الذي هيأ الاجواء للدواعش لارتكاب الفواحش بحق قرانا وناسنا , بادرت الحركه الديمقراطيه الاشوريه و بالتباحث مع حكومتي بغداد واربيل و بإمكانياتها المتواضعه ومؤازرة ابناء شعبنا بطرح فكرة انشاء معسكر قرب القوش لتدريب شبابنا المتطوعين وتهيئتهم للمشاركه في تحرير البلدات وحماية سكانها, وقد لاقت الفكره الاستحسان والرفض من جهات مختلفه كل حسب نظرته وحجم الفائده المتحققه له من الفكره التي جاء طرحها كخيار دفاعي لابد منه بعد مرارة الكارثه التي مرت بها بلداتنا وقرانا ,فكانت الغلبه لتنفيذ فكرة اقامة المعسكر الذي تخرج منه وخلال فترة قصيره مجموعات قتاليه متدربه توزعت في اماكن عده منها تللسقف , لكن الامر لم ينتهي في استحصال موافقة انشاء المعسكر , حيث برزت مشاكل عده ما بين تمويل المعسكر وبين تسليح المجموعات القتاليه المتخرجه بما تتطلبه مواجهة اسلحة الدواعش الثقيله, و رغم كثرة المطالبات بضرورة تجهيزالمقاتلين بالأسلحه اللازمه حالهم كحال بقية الفصائل إلا ان المطالب لم تؤخذ على محمل الأهميه لاسباب لا علاقة له بشحة السلاح ولا بالازمة الماليه ,بقدر ما هي سياسيه بحته تتطلب اخضاعهاالى اشتراطات تحددها السياسات ضاربين بعرض الحائط أحقية واسبقية ابن الارض في الدفاعن ارضه وتاريخه.
للذين يجدون سلواهم وراحتهم في التقليل من شأن شبابنا(الكلدواشوريين السريان) و من قدراتهم و حبهم لارضهم ووطنهم , أدعوهم الى التأمل قليلا في ما تناقلته وسائل الاعلام عن الجرحى الثلاثه من قوات حماية سهل نينوى (إن بي يو) الذين رفضوا الانسحاب في بداية الامر وعن استبسالهم في صد ومقاومة الشفل الداعشي المفخخ الذي كان متوجها الى العمق الذي يتواجد فيه مقاتلو البيشمركة وقوات حماية سهل نينوى , حيث برصاص سلاح الكلاشينكوف البسيط تمكن المقاتلون الثلاث من ايقاف تقدم الشفل المفخخ , وعندما نفذت ذخيرتهم استمكنهم رامي دوشكة الدواعش واصابهم فلم يبقى امامهم الا مساعدة انفسهم في الانسحاب زحفا , ولكن ماذا لو تخيلنا هؤلاء الشباب وبحوزتهم قاذفه او دوشكه متوسطه تساندهم , مالذي كان يحصل ؟
.
أعود مرة أخرى وأذكــّر الذين يستهينون بقدرات ابناء شعبنا كي أدعوهم الى التأمل مرة ثانيه بروعة المشهد والملفت للانتباه ونحن نشاهد مشاركة مجموعة الشباب الشيوعيين الذين قدموا من القوش لدعم بقية الفصائل المسلحه في تطهير تللسقف من براثن الدواعش, لنقول نعم وألف نعم لهكذا مبادرات طوعيه مشرفه , بهكذا عمل جماعي وتكاتف انساني ووطني بين الشيوعيين وفصائل ابناء شعبنا (الكلدواشوريين) المسلحه بكل تسمياته و بالتعاون والتنسيق مع البيشمركه , يكون العراقي قد غمس راس رمحه في عين المجرمين والقتله الدواعش, بهكذا روح تعاونيه شعبيه يتحقق البناء الرصين للعيش المتآلف بعد القضاء على ملامح التخلف بكل اشكاله , بخلاف ذلك لا سامح الله ………اترك تكملة الجمله لمن يعنيهم الأمر .
نحن كعراقيين وأبناء الشمال , لسنا ببعيدين عن قدرات البيشمركه وخبرتهم التي اكتسبوها من تجاربهم القتاليه وتدريباتهم ,مع ذلك انسحبت فصائلهم في حزيران وتموز من العام 2014 تاركين وراءهم الاماكن التي كانت تحت حمايتهم سواء في سنجار او باطنايا وباقوفه وتللسقف وهكذا في برطله وقرقوش وكرمليس وبعشيقه ونوران وخورسباط , والسبب كما جاء في تصريحات قادة البيشمركه في وقتها هو تفوق اسلحة الدواعش على اسلحة البيشمركه ,وهو سبب مقبول منطقيا من الناحيه العسكريه , ومنطقية هذا السبب تحتم على المسؤولين مراعاته حين التعاطي مع المطالبين بتسليح فصائل ابناء شعبنا من اجل مواجهة خطر الدواعش والتخطيط لتحرير قرانا وبلداتنا , ومن اجل الحقيقة ايضا .
ضمن سياق كلامنا , بودي ان أذكــر القراء الكرام بمعركة جبل بيرز عام 1963_1964 التي قادها المرحوم الملا مصطفى البرزاني( من كتاب مذكرات مسعود البرزاني) , حيث حصل في تلك المعركه تقهقر وتراجع في قوات البيشمركه بعد ان اعطوا خسائر كثيره بسبب تفوق القوات العسكريه الحكوميه , وقبل ان تعطى الاوامر للانسحاب من ارض المعركه, طلب الملا مصطفى البارزاني من البطل هرمز مالك جكو القيام بما يتسنى له لاستعادة اعتبار قوات البيشمركه امام قوات الجحوش والعساكر , فقد بادر المرحوم هرمز مالك جكو بقيادة معركه بمجموعه من مقاتلين اختارهم بنفسه ليقلب موازين المعركه راسا على عقب ويلحق الهزيمه بالوية وافواج القوات الحكوميه .
مشكلتنا الحقيقيه كعراقيين و ككلدواشوريين سريان على وجه الخصوص, هي ليست وليدة داعش وتوابعها بقدر ما ان داعش كانت نتيجه كارثيه لعوامل سلبيه تراكمت الى ان أوصلت حالنا الى حال الكارثه التي حلت في قرى وبلدات سهل نينوى , حيث سبق داعش وجرائمها سوء معالجة العديد من التجاوزات والازمات التي توحي لكل من ينشد الحقيقه في التعرف على اصل المشكله, الى ان الانتفاخ الذي اصاب غالبية رواد السياسه مؤخرا قد اضفى على سلوكهم حالة عناد متبادل وتعالي الكثره العدديه وانفرادها بمصير القله البقيه بذرائع النضالات و امتلاك مقومات القوه بالدعم المالي والسلاح , ثقافة كهذه وهي مناقضه للشعارات ولانظمة الاحزاب الداخليه , لا يمكن لها ان تنتج حالة شراكه وطنيه تآلفيه فعليه تقود الى البناء والتطوير الديمقراطي , خاصة والكل يتحدث عن وجود عدو لدود يفترض انه مشترك كما يقال وهو يستهدف الجميع ويتربصهم دون استثناء , إذن كيف يتسنى القضاء عليه من دون تلاحم الجهود وإشراك الجميع كي يمارسوا حقهم ويؤدوا واجبهم على قدر متساو دون تمييز .
حقيقة ً , هناك عقد متعدده انتجتها وتنتجها لنا السياسات المضببه وهي بمثابة لغط على الساسه الكبار ان يفككو ألغازه كي لا يعيدونا في كل مره الى مجريات قبل واثناء دخول الدواعش الى بلداتنا وقرانا والى الاسباب التي أدت الى حصول الكارثه .
كل ما نتمناه ,هو ان تكون تجربة تللسقف درسا مفيدا للجميع وفي مقدمتهم المسؤولين الذين يقع على عاتقهم تحرير بلدات سهل نينوى وإعادة ساكنيها الى اماكنهم للعيش بعز وكرامه , المسؤول الذي يريدنا ان نصدق ما يطلقه من شعارات عليه أن يمنح للانسان اعتباره المطلوب في إعطائه فرصة المشاركه التي تمنحه الشعور بانسانيته وبالمسؤوليه الملقاة عليه
.
في الختام,,,نتمنى الشفاء العاجل لجرحانا , والرحمة على ارواح شهداء البيشمركه التي تساهم في تحرير الانسان العراقي .
الوطن والشعب من وراء القصد