لا استغرب جدالاً واسعاً محتدماً في أي مجلس من مجالس العراقيين او على مواقع التواصل الأجتماعي حول يوم التاسع من نيسان وكونه يوم تحرير أم أحتلال أم سقوط , فكلٌ يفكر حسب مقدار الظلم الذي تعرض له او الفائدة التي نالته او الضرر الذي أصابه بعد هذا اليوم بغض النظر فعلياً عن البعد الطائفي الذي بدأ ينخر جسد المجتمع العراقي ويصيب كل جوانبه سواء كانت شخصية او اجتماعية او ثقافية او اقتصادية او سياسية , ولكن الشخص الواعي والمدرك للامور يعرف تماماً بأن الاحتلال قد وقع فعلاً وبأن السقوط قد حدث وبان التحرير قد هوى , علينا أن نعلم بأن من جاءوا بقوة عسكرية جرارة ليحتلوا بغداد ويسقطوا طاغيتها لم يجيئوا لسواد اعين العراقيين ولكي يمنحوهم حريتهم على طبق من ذهب ويرحلوا , بل أنهم قد جاءوا وفق ما تقتضيه مصلحة بلدانهم وشعوبهم على حسابنا , هذه البلدان التي نهضت بالتفكير والبناء الواقعي واستغلال الظروف التي نجحوا في ترتيبها فيما يتناسب مع مصالحهم القومية العظمى فها هي الذكرى الحادية عشر قد مرت اليوم و يشهد العراق حرباً مستعرة بين ابناء الوطن الواحد , يقتلون بعضهم بعضاً بمختلف المسميات والشخوص , لأجل لا شيء سوى الدمار لا غيره , علينا ان نعي أن شعبنا العراقي اليوم مع شديد الاسف قد تعرى تماماً أمام الجميع من أي انتماء وطني لهذا البلد الحبيب , وقد أصبحنا مثالاُ حياً لكل العالم بحجم الكره والحقد والعدوانية التي تملئ قلوب بعضنا على بعض ,لذا فعلينا ان نصارح بعضنا بعضاً اليوم ونحاول أن نجد حلولاً تحفظ لنا دمائنا بدلاُ من ان نستمر بالكذب و المجاملات على حساب ارواح من رحلوا , ومن سيرحلوا , لابد أن نتخذ من هذه الذكرى المؤلمة درساً حقيقياً وواقعياً بعيداً عن الشعارات و الوعود والهرطقات , لابد ان نقف جميعاً افراداً وجماعات , وقفة تأمل تأريخية , نراجع فيها ما حدث فعلاً بلا تزويق , و نتعض من دروس الماضي لنستلهم عبراً يمكن ان نبني بها مستقبلاً لأبنائنا كوننا نعيش حاضراً لا يتمناه احد , علينا أن نركز فيما فعله صدام وما فعله الأمريكان وما فعله قادة اليوم , فعلاً تلو الأخر , نأخذ منه الصالح و نترك الطالح , فنبني في فكرنا خارطة طريق مستقبلية تمكننا من انقاذ هذا البلد الحبيب من الضياع واعادة صنع امجاده , علينا أن نؤمن جميعاً بان لا الوهية للمسميات ولا أهمية للتعابير بقدر الاهمية البالغة للأفعال التي ينبغي ان تصب في مصلحة العراق , علينا ان نحتكم للعقل والمنطق بدلاً من الاحتكام للعواطف والخرافات التي ايغلت في تدمير بلدنا والتوجه به نحو هاوية لا يمكن أن يعود منها ,
التاسع من نيسان ليست سوى ذكرى تأريخية مؤلمة حولت العراق من بلد يرزخ تحت ظلم ديكتاتورٍ متهور يقتل من يتنفس من دون أمره ويعيث خراباً بالبلاد والعباد الى بلد مذبوح من الوريد الى الوريد , يعيش ابناءه تحت رعب الموت و الخراب والفساد , فلم يتغير في حال العباد شيئاً ابدا الموت فيهم مهما حصل ومن جاء ومن رحل , لا تهمنا التسميات يا سادة , نريد بلداً نعيش به ببعض من الامان يرحمكم الله