23 ديسمبر، 2024 3:36 ص

أتركوا الشعب الكوردي حرا

أتركوا الشعب الكوردي حرا

الجميع يتباكى على كوردستان , ويتخوف من إستقلالها .. وهؤلاء الجميع , عندما كانوا معارضة لنظام صدام حسين , كانت كوردستان بمثابة دولة .. ما المشكلة إذن ..
المعضلة الرئيسية هي أن الاحزاب الكوردية جميعها لا تثق بأية حكومة عراقية , والعكس أيضا صحيح , وشعور الاحزاب السياسية التي تحكم العراق أن مسعود البرزاني يسرق الشعب الكوردي , من خلال بيعه نفط كركوك وأربيل , والتصرف بعوائد الضرائب والكمارك , ويحتفظ بوارداتها في بنوك سرية , تاركا شعب الاقليم في أزمة إقتصادية صعبة , ويشيع بأن بغداد هي السبب في قطع ميزانية الاقليم .. سياسييونا الابطال الذين حطوا رحالهم في هذا البلد الامين , لا يعنيهم الشعب الكوردي بزوج باره , ولا حتى الشعب العراقي بعانه , بقدر ما يلهمهم نفط كركوك فقط .. وكل هؤلاء ( شيعة وسنة وكورد وتركمان ) يريدون حلب العراق حلبا , وبقائه مجرد أطلال مبعثرة , قبل رحيلهم الى الدول التي جاؤوا منها ..
هنالك فرق شاسع ما بين السياسي الكوردي , والسياسي العراقي بكل مكوناته .. الاول , يجمع الغيرة والوطنية ويعشق كوردستان , والثاني يفضل مصالحه الذاتية والحزبية , ويعشق طهران والرياض وأنقره .. أنظروا الى مدن الاقليم الجميلة , وأطلعوا الى الخراب والدمار في مدن الشرق والغرب والجنوب .. أتركوا الشعب الكوردي حرا , ليعيش أحلامه بعيدا عن الامراض المستعصية التي يحملها سياسييو الشيعة والسنة ..
وبأعتقادي , أن الوقت مناسب وفرصة رائعة , لان يتوحد الشعب الكوردي وينهي خلافاته قبل الاستقلال , وتفعيل برلمانه الذي أغلق نتيجة الخلافات , وأن يجري حوارات شفافة وعميقة مع حكومة بغداد الحالية , وقبل فوات الاوان , ذلك أن جذور المشكلة صارت واسعة ومعقدة , سيما بعد إحتلال أربيل لارض عراقية , يجري تكريدها بالترغيب والترهيب , والجار الصديق خير من العدو ..
لذلك , على الاحزاب الكوردية كلها , أن تكون على قدر من المسؤولية في التخطيط والتنفيذ , لقيام الدولة الكوردية , لان الشعب الكوردي لا يتحمل المجازفة والتصرف بحقوقه المشروعة , من أجل فرض إرادة معينة , أو الحصول على مكاسب عائلية , الشعب الكوردي في غنى عنها …..