23 ديسمبر، 2024 3:29 ص

أتدرون ماذا حصل بالأنبار..؟!

أتدرون ماذا حصل بالأنبار..؟!

مستجدات السياسية تشكل منعطفات يتغير معها كل شيء أحياناً, سيما إذا كانت تلك المستجدات منبئة بموقف مكون ما, من المفترض ترتيب أثر جديد وصياغة خطاب آخر يتماشى مع ضرورات حتمية؛ إما البقاء على ذات الخطاب والإعتماد على وسائل قديمة لعلاج أزمات محدّثة, فلا يزيد المشكلة إلا تفاقماً!..
ذهب الجيش إلى الأنبار, وذهبت معه قوات من الداخلية, قوامها أبناء الجنوب (بصرة, ميسان, الناصرية, وواسط).. تنوّعت الغايات, بيد أن النتيجة, ستصب بمصلحة الجميع؛ فالبعض أرادها دعاية إنتخابية جديدة تؤكد إنه رجل المرحل القوي, ونحن أردناها حاسمة للقضاء على الإرهاب أو الحد من نفوذه؛ ولم يتحقق لنا ما تمنيناه, كما لم يحقق المالكي هدفه, والنتيجة: إن الخاسر هو الشيعة الذين فقدوا أبنائهم, وشُكك بوطنية جيشهم الموسوم بــ(الصفوية).. لا أتحدث عن الميدان؛ فالمعادلة سيحسمها الجيش شاء من شاء وأبى من أبى, غير إن الشرخ بات واضحاً من خلال صراخ رعاة الإرهاب في الأنبار!
أستقبلت القوات الأمنية الزاحفة لقتال الإرهاب بثلاثة أنواع من الأستقبال؛ رسمي, ديني, وشعبي؛ ولعل الإستقبال الرسمي منبثق من الجماهير ذاتها ومعبر عن ضميرها, وهو ما تمليه عليها معتقداتها (الأموية).. مضمون الرسالة التي وصلت عبر ذلك الإستقبال واضح جداً, ويبدو إن طلاسمها تكمن في مفراداتها (صفويين, روافض, أقتلوهم, تكبير…..)..!
أتدرون إن رجل الدين السني (عبد الملك السعدي) أفتى بالجهاد؟!..وهل تعلمون إنّ مفتي الديار العراقية أباح الجهاد كذلك؟!.. هل سمعتم أصوات المآذن تكبّر وتنادي (حيّ على الجهاد)؟!
وهبّت جماهير الأنبار ملبّية تلك الدعوة, فهل توقف الأمر هنا؟.. ثارت الأنبار, وأنتفضت صلاح الدين ولم تسكت الموصل, فيما أستجاب سنة ديالى لذلك الصوت الذي يدعو لجهاد الصفويين, وهل تدرون من هم الصفويين؟! أنهم الشيعة كلهم..!
وأنا أبحث في (الكوكل أيرث) عن مناطق محافظة الأنبار, وجدت مدرسة وجامع وأسواق, تحمل أسم (معاوية بن أبي سفيان)؛ هل يستطيع الشيعي (العلماني) النظر لهذا الأسم؟!.. وهل يقتنع السني برفعه..؟
ما أفرزته الحملة العسكرية أكثر من أن يحصر بين طيات ورقة, بل هو أعمق وأمضى ويشتد وجعه بمرور الأيام؛ والمطلوب ترتيب أثر على مجريات الأمور, وصياغة خطاب جديد يتماشى مع الواقع بكل صراحة.
نحن نمتلك هذا الخطاب, ونجده في مشروع (أقليم الوسط والجنوب), وهذه المرة, سيعتمد المشروع على آليات مقنعة  وأعتقد أن الشارع الشيعي سيرحب بهذه الدعوة بعد أن أحس بضرورة الإبتعاد عن آكلي الأكباد… هذه دعوة للعيش بسلام وأمان, ومن أراد أن يتشبع أكثر برائحة البارود والموت, فلينكرها. أعتقد إن (الفدرلة) تشكل أدنى سبل الحل, ولو تصارحنا أكثر لإخترنا التقسيم؛ فما أجمل بلادي (سومر)..؟