اللون الأبيض يعكس جميع الألوان , واللون الأسود يمتص جميع الألوان!!
فكيف يكون الفرق السلوكي بينهما؟
اللون الأبيض يمثل ما يعكسه , والأسود يبتلع ما يمتصه , فالأول يُظهر الألوان , والثاني يلغيها ويمحقها.
فكيف يجتمع اللونان؟
اللون الأسود والأبيض لا يتوافقان , فالثاني يمتص ما يعكسه الأول , وبهذا فهما متنافران , وتكون نتيجة إجتماعهما صفرا!!
اللوحة الإنسانية الجميلة تزهو بالألوان , ولا تقبل أن يتسيّد عليها لونان متضادان , تتآكل بهما الألوان.
فكيف ستكون الأحوال واللونان متحيران , هذا يعكس وهذا يمتص , والدنيا تريد ألوانا متآلفة متآخية ترفل بالمحبة والوئام , والتفاعل الإنساني الرحيم الحميم؟
وهذا يستدعي منظومة أبجديات ومفردات , ترسّخ مفاهيم الرحمة والرأفة والإهتمام بحقوق الإنسان , فهل يستطيع اللون الأسود أن يتكلم بمفردات جميع الألوان؟
فاللون الأبيض يسعى نحو ما يعبّر عنه بالكلمات , بعيدا عن التأريخ وما تشعبت عنه من تداعيات وإضطرابات , توهم فيها اللون الأبيض بأنه حالك الإسوداد , فحصل الذي حصل وصارت أبجدياته من بحر الدماء والدموع والويلات.
لكن اللون الأسود بقي متمسكا بإمتصاص الألوان , والإعتقاد بأن لونه هو سيّد الألوان , ولا وجود للون سواه , وما إنطلقت مفرداته وأبجدياته نحو غير ذلك , فما يطلقه اللون الأسود , لم يتغير في منطلقاته وفحواه.
فإلى متى تبقى البشرية مصابة بعمى الألوان , ويكون اللون الأسود هو العنوان؟!!
فأين الضوء الساطع وأين الألوان؟!!