18 ديسمبر، 2024 8:23 م

أبى الدهرُ إلا أن يَسودَ وضيعُهُ ..

أبى الدهرُ إلا أن يَسودَ وضيعُهُ ..

ويملكَ أعناقَ المطالبِ وَغدُهُ ..
السياسة : عِلمٌ متكامل له قواعده ومنهجه وأصوله كالعلوم الهندسية والطبية والقانونية والإدارية والشرعية ، وتَمنح الجامعات في كل دول العالم شهادات معتمدة في الدراسات الأولية والعليا فضلاً عن آلاف المعاهد المتخصصة في المجال السياسي والتي ينضم إليها غير المتخصصين في هذا العلم لكي يتعلموا على الأقل فرعاً من فروعها أو منهجاً يُمكن الإستفادة منه في مجالات أخرى كالعمل الدبلوماسي أو العسكري أو الإعلامي أو تشكيل الحكومات أو الوزارات .. إذ لا يمكن للمنضم أو المنتمي أو المعين في حكومة ما أو مجلس ما ألا يكون مُلمــّـاً بأبسط قواعد العمل السياسي والتعرف والتحاور بالمصطلحات السياسية .. ويؤكد الكثير من المؤرخين أنَّ العلوم السياسية تعتبر من أقدم العلوم الإنسانية في التاريخ .. وجامعات العراق الصابرة إفتتحت منذ سنوات قسماً للعلوم السياسية في كلية القانون .. وهذه العلوم التي ذُكرت تُنفذ مفردات علمية منها نظري ومنها عملي ، الأهم أنَّنا لايمكن أن نصل إلى حل أي مشكلة أو معضلة إلا بتحديد أسبابها ، فالأطباء مثلاً لا يمكن لهم إجراء عملية جراحية إلا بعد تشخيص المرض كي يتمكنوا من إجراء عملية ناجحة والأمر كذلك مع الجميع .. لا يمكن التحدث عن حلول إلا بالبحث وتشخيص الخلل عكس مايحدث تماماً في العراق وعلى وجه التحديد في بغداد حين تكررت نفس الوجوه للإدلاء بتصريحاتهم المتأخرة الغبية عما يجري فيالعراق .. أما آن لهؤلاء القابعين في أربيل وعمان ودبي وأسطنبول الكف عن هذا ( التمثرد) و( التملص) و( التفصعن )؟! ماذا يريد هذا المسؤول أو ذلك الشيخ أو آخر يعتقد أنه محلل سياسي ! وهو أمّي متخلف متهور لا يفقه حرفاً من حروف السياسة .. الأجدر بهم أن ينكفأوا ويعودوا أدراجهم في فنادق الدرجة الأولى والبارات والبيوت الحمراء وأن يجتمعوا مع اللصوص أمثالهم .. فالعراق تحولت إلى آثار وأهلها باتوا لاجئين نازحين يبحثون عن أرضٍ تأويهم .. والأجدر بمن يعتقد مِن هؤلاء الّذين يحجزون برامج الفضائيات لعرض بطولاتهم الكارتونية وتحليلاتهم المضحكة .. عليهم العودة إلى العصابات التي خرَّجتهم وزعمائها الموزعين بين مجلس النواب والمحافظة والوزارات ممن يعتقد أنه يمثل أبناء االعراق ..أقول لهؤلاء .. العضو الفلاني والشيخ الفلاني و( السياسي) الفلاني و( المحلل ) الفلاني إتركوا الأمر للنازحين .. فالنزوح علمٌ إنساني كامل .. والنازحون من العراق
لهم الحق وحدهم بالتحدث والتحليل والأمر والنهي والقرار .. فبينهم ثلةٌ من الأساتذة المتخصصين والعلماء والمفكرين في الفكر السياسي وفي إيجاد الحلول الحقيقية لجملة الكوارث التي وقعت على مدن العراق اليوم وعلى أهلنا فيها .. فكيفّ يمكن لمحامي فاشل أو ضابط هارب أو مقاول سارق أو عميل متقاعد أن يصبح بين ليلة ٍ وضحاها محللاً سياسياً ؟! وصدق شاعرنا محمود سامي البارودي رحمه الله حين قال .. أبى الدهرُ إلا أن يَسودَ وضيعُهُ / ويملكَ أعناقَ المطالبِ وَغدُهُ .. ولله – الآمر