الطريق الى الخطوة الاولى لمكافحة الفساد في العراق قد يكون طويلا وشاقا , لان الارهاب يستمد جبروته من الفساد .. والفساد أستقر في معدة الانسان العراقي وصار كالدم يسري في عروقه .. والعروق الفاسدة يجب إجتثاثها من الجذور .. والجذور العفنة المعشعشة في الجسد العراقي قد تدمر المساحات النظيفة من حولها , لو أستخدمنا العنف المفرط في قلعها .. والقلع والشلع يبدأ بخطوات إستباقية لمنع عودتها مستقبلا .. والمستقبل يكون بتطبيق مبدأ من أين لك هذا , ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب , والمساواة أمام القانون ومحاسبة الفاسدين الكبار والصغار , وفضحهم والتشهير بهم حتى ينتهوا إجتماعيا وسياسيا , وحرية الصحافة والرأي والتعبير كأداة للرقابة , والرقابة الحقة أن يعلن المسؤول عن ممتلكاته قبل الجلوس في منصبه , والمنصب هو تكليف لخدمة المواطن , والمواطن هو العين الاخرى للحكومة .. ومن أجل ذلك على حيدر العبادي أن يكون حذرا في مكافحة وضرب تلك الجذور الفاسدة , من خلال :
_ تعين رجل قوي وثري يمسك بهيئة النزاهة , بمستوى ( فاضل عباس المهداوي ) صاحب المحكمة العليا الخاصة بمحاكمة مسؤولي النظام الملكي 1958 , لتفعيل المئات من ملفات الفساد الجاهزة و المركونة في سراديب الهيئة وقاعاتها ..
_ تشكيل هيئة قضاة من الشباب الذين يتمتعون بالخبرة والمؤهلات العلمية في مجال عملهم , بعيدين عن دائرة مدحت المحمود ..
_ تأسيس جهاز أمني صغير بمستوى مكافحة الارهاب , تكون مهمته حصرا , إعتقال العناصر الفاسدة بموجب مذكرات قبض صادرة من هيئة القضاة .. ويرتبط هؤلاء مباشرة برئيس مجلس الوزراء ..
_ إعتبار مكافحة الفساد من الاولويات المشتركة ما بين المواطن والحكومة ووسائل الاعلام ومنظمات المجتمع المدني وخطباء الجوامع , وتفعيل الجوانب الدينية والروحية المرتبطة بالاستقامة ..
والتنظيف والتطهير يبدأ من عتبة باب العبادي أولا , لان رأس الفساد تشكل من غرف الامانة العامة لمجلس الوزراء ثم تفرعن الى بقية الوزارات والمؤسسات .. ولولا فساد مكتب نوري المالكي لما دخل الارهاب مدننا وقرانا , ولكانت أموال العراق اليوم في خدمة العراقيين , لا في جيوب الفاسدين والفاشلين في التحالف الشيعي وإتحاد القوى السني والتحالف الكردي .. وما خفي كان أعظم …………..