23 ديسمبر، 2024 6:46 ص

أبو فاطمة شروكي ينكط غيرة

أبو فاطمة شروكي ينكط غيرة

هجم المغول على تراثه, أزاحوا ستر عمته الموصل, وساعد المغول في ذلك أبناءها, ومن يعتقد أنهم كانوا حماة سترها.

فأبناءها أدخلوا الغريب إلى حجرتها بغضا لشجاعة أبو فاطمة, ومن يحميها أدخلهم ليخرجهم فيما بعد, لينال الثقة للمرة الثالثة في حمايتها, ولكن أبو فاطمة يعلم أن الحالتين هي هتك لستر عمته.

رضع غيرة مواكب من صدر حرة, فهل يقف على التل؟ وهو يسمع أنين السبايا على طريق الشام! لكنه لم يسمع صوت (ألا من ناصر ينصرنا), فهو كما أنه غيور, فهو مكتف بوكيل دينه, وهو يعلم إن غيرته, قطرة في بحر غيرة مرجعه الديني, فمن فيض هذا نهل ذاك.

ها هو صوت ( ألا من ناصر ينصرنا ) قد أعتلى على منبر الجمعة, لقد أرتجف أبو فاطمة منه, لكن ليس خيفة بل خشية, لأنه قد تحمل ثقلين, ثقل غيرته الشروكية, وثقل تكليفه الشرعي, فهب يحمل في خافقه غيرة عباسية, وماء دهلة دجلة يوقد دم عزيمته, فأنيرا لها قاصدا سترها.

فتوى من قائده الديني, وفتوى من حليب حرة أرضعته, وطاهرة نقية أنجبته, حطمت كل ما رسم له فاقدي الغيرة, فكشف أدعاء أبناءها, وحطم أمل حاميها المزعوم, أرجف المغول موقفه, وثلثين الطك لأهل عمارة, كأن مخزن عتاده يقول: ( أنة ما الوك بس لزند الشروكي ).

مرجع ديني كبير, ليس للأبواق من الآخرين طريقا إليه, فصوت مع الريح لا يكمل طريقه, ولكن الأبواق قد فتحت على أبو فاطمة, لأنه كان أداة المرجع, وسيفه الضارب لمشروعهم الجبان, بعد أن فضح ما دبروه بليل, هناك آذان تخاف صوت الرصاص, ولكنها تعشق أصوات الأبواق.

قالوا أن أبو فاطمة قد هب ليسرق مجوهرات عمته, ولكن كذب أدعائهم, مضيف كاظم السد خان البهادلي, فالكل يعرف مضيفه, وعدالة فراضته, فهو جده, جعلوها تصرخ في محرابها, لكي توهم الآخرين بأن أبو فاطمة اعتدى عليها وهي تصلي, وبعد تحريرها, كبرت سجادتها لخلق أبو فاطمة.

ها هو أبو فاطمة,أنموذج لدين الشروك, وغيرة عشائرنا العربية الأصيلة, لذلك شد على يده كبير الجبور, ودبكت باللهجة الكردية جبال كردستان, لتحيي فيه عشق الاهوار لطوب قال, وصوت أمه الغيورة يقول له : ( ما أريدك تجي للحرة وفي الدين ), لتخرس بطولاته, كل ألسن الجبناء, وتكفل له الجنة, على لسان مرجع ديني, داعيا للحشد الشعبي.

أبو فاطمة خلق الحشد الشعبي, الذي أتى ليستر عورة فضحتموها, وأرض أعنتم الأجناب على احتلالها, أتى ليصلح ما أفسدتموه بخبثكم, وعدم التزامكم بدين رسولكم, هو يعمل بخلق دينه, فهل تعلمتم كيف دينكم؟ أم لازلتم في غيكم لاهون.