23 ديسمبر، 2024 1:08 ص

أبو طبر.. القصة الكاملة

أبو طبر.. القصة الكاملة

مجرم.. وسفاح.. عراقي.. ظهر أول مرة في جريمة قتل في آب 1973 .
السيرة والتكوين

ـ اسمه حاتم كاظم الهضم.. من مواليد العام 1932.. في مدينة المسيب بمحافظة بابل.. واخر سكن له كان في بغداد.. محلة “دور النفط” في حي العامل.

ـ العائلة التي ينتسب إليها حاتم كاظم المسماة آل الهضم في المسيب من العوائل الكريمة والمعروفة.. لكن لكل قاعدة شواذ.

ـ أكمل حاتم الدراسة الابتدائية العام 1946 والمتوسطة العام 1949.. ودخل مدرسة المفوضين العام 1949.. وتخرج منها العام 1951 برتبة مفوض.

ـ نسب إلى شرطة لواء الحلة.. لكنه ما لبث أن فصل من الخدمة العام 1952 لأسباب مهنية ضبطية.

ـ بنفس السنة عاد للدراسة.. وأكمل الثانوية العام 1953.

ـ التحق بكلية القوة الجوية (الطيران سابقاً).. لكنه ما لبث ان فصل منها العام 1956.. وهو مازال في الصف الثالث منها.. لكونه تسبب عمداً في إصابة طائرة التدريب بخلل نتيجة الطيش.
ـ سافر بعدها إلى الكويت العام 1957 للعمل الحر.

ـ عاد إلى العراق العام 1959.. واشتغل بوظيفة محاسب جباية في دائرة أوقاف كركوك.

ـ لكنه ما لبث أن فصل منها لتسببه في إحداث أضرار بأموال الدولة.. وحكمت عليه محكمة كركوك بالسجن لمدة سنتين ونصف.

ـ سافر إلى أوروبا العام 1962.. وتنقل ما بين بلجيكا والنمسا وألمانيا وسويسرا واليونان وإيطاليا والولايات المتحدة.

ـ استقر فترة طويلة في (ميونخ) بألمانيا الغربية.. حيث كان يعمل في تهريب السيارات والأسلحة من بلجيكا وألمانيا إلى اليونان وتركيا وسوريا لحساب مهربين وتجار ألمان ويونانيين.

ـ كان يجيد إضافة إلى العربية اللغات الإنكليزية والألمانية والفارسية والكردية.

ـ يشير سجله الجنائي إلى انه قد تم توقيفه عدة مرات خارج العراق بسبب التورط في حوادث الشجار أو انكشاف التهريب.. وحكم عليه في إحدى الدول الأوربية بالحبس لمدة عشرة أشهر عاد بعدها إلى العراق.

ـ كان أشقاء (حاتم) كل من: حازم.. وغالب.. ووالدتهم.. وزوجة حاتم (ساجدة حسين).. يشاركونه في جرائمه.. من خلال معاونتهم.. بتصريف المواد المسروقة.. والتستر على أفعاله الجرمية.

أدواته الجرمية:

ـ كان أبو طبر يقتل بواسطة قطعة من حديد طويلة.. وكان يخبئها في كم القميص أو الرداء.

ـ تعرفت عليه هي خادمة عائلة يهودية.. قام بقتل العائلة المؤلفة من زوج وزوجة وبنت صغيرة.. وهي البنت الوحيدة حيث قتلهم وهم نائمون.

جرائمه:

ـ في هدوء الليل وسكينته اضحى أمراً مألوفا ان تستيقظ طفلة حالمة أو امرأة خائفة وربما رجل مس الذعر اعماقه.. فيجدون أبو طبر يقف فوق رؤوسهم.

ـ كان ذكياً.. حتى انه كان يشارك الشرطة الواجبات.. ويردد شوكت نخلص من أبو طبر.

ـ سأله المقدم عن أصعب موقف تأثر به؟ فأجاب.. لا تزال حرقة الطفل تدوي في أذني عندما اقتحمت في إحدى الليالي منزل في حي المنصور.. وكان أفراد العائلة يغوصون في نوم عميق.

ـ فضربت الأب على رأسه ثم الزوجة.. ورأيت طفلاً يبلغ السادسة من العمر.. كان يرتجف تحت البطانية فاقتربت منه وسمعته يبكي بصوت خافت.. فكشفت عنه البطاينة فصرخ بأعلى صوته مرعوباً.. عمو حباب لتقتلني فضربته بقوة على رأسه.. ومات في الحال.

ـ موقع الجريمة الأخير الذي اُعتقل فيه بمنطقة حي الوحدة في شارع 52 قرب ساحة الواثق

ـ الخادمة كانت أيضا مستيقظة.. وعندما رأت الجريمة هربت إلى المطبخ.. وغطت نفسها ببطانية.. لكنه تمكن من إيجادها وقام بضربها أيضا.. لكنها لم تمت حيث خرج.

ـ وهو يعتقد أنها ماتت عند اكتشاف الجريمة وجدوها تتنفس.. وقاموا بنقلها إلى المستشفى وبعد أن تعافت.. وعند أخذها إلى مركز الشرطة للتحقيق.

ـ رأته واقفاً مع أحد أفراد الشرطة يتحدث فارتعبت وعلى الفور بدأت بالصراخ: (هذا هو المجرم).. فقاموا بمراقبته ومداهمة بيته.. حيث اكتشف أحد الضباط باب مخفي في الطابق العلوي للبيت.. وعند دخوله إلى الغرفة وجدوا بعض من المسروقات.. التي كان يسرقها من ضحاياه.

ـ كما وجدوا مذياع مكتوب عليه اسم ابنة العائلة اليهودية.. فتم القبض عليه.

ـ عند التحقيق معه اكتشفوا ان زوجته.. كانت تساعده في اختيار الضحايا من الناس ميسوري الحال في بغداد.. حيث كانت تدعي أنها تبحث عن عمل كخادمة.. وعندما يستخدمونها كانت تصف له البيت من الداخل والخارج.. وما تحتويه حيث كانت تترك العمل بعد فترة وجيزة.. وكان يقوم بجرائمه بفترة حتى لا يشك الناس بزوجته .

جرائمه:

اعترف بأنه ارتكب الحوادث التالية:

1ـ جريمة قتل المجني عليها المرحومة (ماجدة الحمامي).. زوجة المدعو (رشيد مراد رشيد) في المنصور بالاشتراك مع ابن شقيقته (حسين علي حسون).. حيث دخل المجرم حاتم الدار وصادفته المجني عليها فقام بمسكها وشد وثاقها وكمم فمها.

ـ استفسر منها عن مكان المصوغات والنقود.. إلا أنها امتنعت.. فما كان منه إلا أن يعاجلها بضربة واحدة بـ (هيم) حديدي يحمله.. فلفظت أنفاسها.

ـ ثم قام بتفتيش الدار مع شريكه إلا أنهما لم يعثرا على شيء سوى قطع زوالي.. قاما بوضعها في سيارة المجني عليها.. ونقلاها إلى دارهما في أم الطبول.. ومن ثم قاما بترك السيارة في منطقة العامرية.. وعاد بسيارة أجرة إلى داره.

2- يوم 4/9/1973 ارتكب جريمة قتل عميد الشرطة المتقاعد بشير أحمد السلمان وعائلته بمدينة الشرطة الأولى (قرب النفق).

ـ حيث دخل (حاتم) الدار مع ابن شقيقته (حسين) عن طريق تسلق الجدار إلى الدار المجاورة.

ـ بقيً بحديقة الدار من الساعة الواحدة ظهراً حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل.

ـ ومن خلال دار الجيران تسلق (حاتم) الجدار عن طريق السخان.. ثم فتحة التبريد لسطح دار المجني عليه (بشير) وعائلته.
ـ كانوا نائمين على سطح الدار.. (كما هي عادة اهل بغداد في الصيف بسبب الحرارة).

ـ بعد أن تأكد من أنهم جميعاً نائمين بدأ بقتلهم مبتدئاً بـ (بشير).. حيث ضربه على رأسه.. ثم زوجة بشير (بشرى أحمد خليل) معلمة في مدرسة الازدهار.. وقتل ابنهما (احمد) 12 سنة طالب في الصف الرابع الابتدائي.. وقتل شخصاً رابعاً تبين أنه (إحسان جميل احمد) 21 سنة طالب جامعة.. وهو ابن شقيق زوجة بشير.. وكان ضيفاً لديهم.

ـ ثم قام مع ابن شقيقته (حسين) بإنزال الجثث من السطح لداخل الدار.. ووضعوهم في بانيو الحمام.. أما الامرأة فقد وضعها على سرير المنام.
ـ ثم نقلا المسروقات بسيارة المجني عليه لدارهما.. ومن ثم قاما بترك السيارة خلف مستشفى اليرموك.

3- أواخر أيلول 1973 ارتكب جريمة قتل عائلة المدعو (جان آرنيست) بمنطقة كرادة مريم (على مبعدة 200م عن بوابة القصر الجمهوري عند الجسر المعلق).

ـ بعد أن قام بالترصد والتأكد من قلة عدد أفراد الدار.. وكان يصطحب عدته المعهودة التي استعملها في معظم جرائمه.. والمكونة من (قضيب حديدي).. ومسدس.. وقفازات.

ـ ذهب للدار حوالي 1 ظهراً وبصحبته ابن شقيقته (حسين).. وحين دخل حاتم الباب الخارجي وطرق الباب الداخلي فتحت له صاحبة الدار الباب.

ـ بادرها بسؤال سريع (من منكم مسافر خارج العراق؟).. أجابته: (نحن مسافرون غداً).

ـ وحين لاحظ أن الشكوك تبدو على الامرأة تجاهه عاجلها بضربة بالقضيب الحديدي على رأسها أسقطها صريعة أرضاً.
ـ ثم جاءت ابنتها فضربها على رأسها وسقطت صريعة على الأرض.

ـ ثم قام بفتح الباب لابن شقيقته (حسين).. وانتقلا لغرف الدار فوجدا بنتاً اخرى نائمة بالفراش فضربها بنفس الآلة.

ـ وقام وابن شقيقته بسرقة بعض الأغراض من البيت.

ـ نقلاها بسيارة المجني عليها إلى دارهما في ام الطبول.

ـ وبعد ان افرغ محتويات السيارة من المواد المسروقة.. قام بسياقة السيارة الى منطقة مدينة الشرطة.. وهناك ترك السيارة.. وعاد الى داره بسيارة أجرة.

ـ كان حاتم خلال عملية ضرب المجني عليهن بالقضيب الحديدي.. قد أخطأ وأصاب ابن شقيقته (حسين) إصابة جعلته ينزف دماً في الدار. وقد انتبه خبراء الأدلة الجنائية فيما بعد إلى وجود دماء في الدار لا يطابق صنفها مع دم المجني عليهن.

4- أما آخر جريمة قتل ارتكبها فهي قيامه بقتل حلاق (يجهل اسمه) في منطقة النعيرية والكيارة.

ـ وقام بسرقة مخشلات ذهبية ونقود وأثاث وسجاد.. وذلك بسيارة المجني عليه.. وتركها في منطقة الشعلة.. وقد اشترك معه في ارتكاب الجريمة قريبه المدعو حمد عبد المهدي.

5- محاولة سرقة دار الدكتور احمد العندليب.. حيث ترصد (حاتم) مع (حسين) دار الدكتور بعد أن عرف أنه غني ويمتلك نقوداً وذهباً.. وحين دخل الدار لم يجد أحداً.. وإنما قام بنقل الذهب والنقود والأثاث بسيارة إلى داره.
القبض على أبو طبر:

ـ استخبرت سيطرة النجدة الساعة 14.55 بعد ظهر يوم 30/3/1974 هاتفياً من عائلة أميل رؤوف مخبرين بوجود لص داخل الدار المجاورة لهم الواقعة في شارع الصناعة.. والعائدة للدكتور يوسف بولص بيدروس الجادرجي.

ـ حضرت دورية النجدة.. وقبضت على المدعو (حاتم كاظم هضم).. الذي أدعى في البداية أنه ضابط طيار متقاعد مما أثار شكوك الدورية.. ثم تراجع وقال أنه صاحب محل في ناحية الاسكندرية.. وقد سلمته دورية النجدة لمكتب مكافحة الإجرام بالكرادة.

ـ هناك اعترف أنه دخل الدار وهي خالية من ساكنيها عن طريق كسر الباب وخلع الشباك.. وقام بتجميع المواد الثمينة تمهيداً لنقلها.. وعثر بحوزته على مسدس5 ملم.. وشاجور.. و6 اطلاقات.. ودرنفيس.. وشيش حديد (قضيب).. وحربة.. وسلك طويل نهايته (جنكال).

ـ عند انتقال هيئة التحقيق لدار المتهم (حاتم) عثروا على كثير من المسروقات التي تطابق أوصاف المواد المسروقة من دور الضحايا.. وكانت اللجنة تبحث عن سروال من قماش نادر ثمين كان الجاني قد سرقه من دار المدعو (جان آرنيست).. وقد ضبط السروال في دار المتهم غالب.. كما تم ضبط راديو مسجل نادر مسروق من دار جان آرنست.. كما عثر على تلفزيون صغير سرق من دار ماجدة الحمامي ومعه منشفة حمام كان المجرم قد حملها مع الجهاز.
السرقة بدون قتل:

– حين وجه المحقق سؤاله إلى حاتم: أليس بإمكانكم أن تنفذوا ما تريدون من جرائم سرقة دون اللجوء إلى القتل؟

ـ أجاب حاتم: سبب لجوئي إلى القتل يعود لسببين: الأول إن الخطة التي كنت ارسمها لدخول الدار مقتحماً وسيكون أصحاب الدار في حالة يقظة.. والحالة هذه لا أستطيع أن أقوم بالسرقة أو الاغتصاب إلا عن طريق القضاء على من في الدار.

ـ من ناحية أخرى.. إن قتل أهل الدار يفسح المجال لي للتصرف بحرية.. بالإضافة إلى عامل آخر.. هو إني كنتُ تحت ظروف نفسية (….؟).. تدفعني للقتل حتى ولو تطلب الأمر شرب دماء البشر.
اعدامه

ـ اعدم المجرم حاتم كاظم في 18 حزيران / يونيو / العام 1976.. و تم إعدامه بالكرسي الكهربائي.. لتنتهي بذلك صفحة مرعبة من تاريخ بغداد .. داخل سجن ابو غريب.

ابو طبر جديد:

ـ كشف مجلس القضاء الأعلى.. تفاصيل جريمة قتل شخص وزوجته على يد شقيق المجني.

“المتهم بدأ بسرد اعترافاته أمام قاضي تحقيق بعقوبة.. قائلًا إنه “تعرض إلى الإهانة أمام زوجته.. وأقاربه بصورة مستمرة.. من قبل شقيقه الذي كان يتعمد التقليل من شأنه”.

ـ وذكر المتهم حاتم والذي يبلغ من العمر 23 عامًا ويعمل (عامل بناء).. “ما انفك شقيقي الأكبر من إهانتي أمام زوجتي وأطفالي وأقاربي بسبب أو بدونه.. الأمر الذي دفعني للتفكير للتخلص منه بشكل جدي.. ولن يتحقق ذلك إلا عن طريق قتله”.

ـ واعترف المتهم: “رسمت الخطة وهيأت كافة الأمور لارتكاب الجريمة.. حيث قمت بإرسال زوجتي إلى أهلها مع أطفالي.. وأحضرت فأسًا (طبر.. وسكينًا ..كون استخدام السلاح الناري قد يلفت الأنظار أثناء ارتكاب الجريمة”.

ـ أضاف، أنه “في يوم الحادث 15 شباط / فبراير 2020، وفي تمام الساعة الواحدة والنصف ليلًا كنت متواجدًا في داري.. وانتظرت حتى خلد الجميع إلى النوم مشاهدًا انطفاء أضواء منزل أخي المجني عليه الذي كان قريبًا من منزلنا ولا يفصلنا عنه شيء”.

وأكمل المتهم: “لم تمض ساعة حتى خرجت من نافذة غرفتي لكي لا يشعر بي أحد.. وتسللت إلى منزله ومن ثم إلى غرفة نومه.

ـ بعد دخولي وجدت شقيقي يغط بنومه على سريره وبالقرب منه زوجته.. فقمت بضربه بالطبر على رأسه.. وكان وقتها واضع يديه على رأسه.. فانقطعت مجموعة من أصابعه.. ومن ثم طعنته بالسكين”.

ـ وزاد قائلًا “وعلى وقع ذلك الفعل استيقظت زوجته ..فضربتها أيضًا بالطبر.. الذي كان في يدي لأكثر من مرة.. وسقطت أرضًا لأقوم بطعنها عدة طعنات”.

وتابع أبو طبر: “أثناء محاولة خروجي استيقظ أحد أولاد أخي وشاهد والده ووالدته والدماء تغطي أجسامهم.. فذهب إلى بيت والدتي ليخبرهم بما حصل.. حينها خرجت أنا من النافذة عائدًا إلى غرفتي وتظاهرت بالنوم.. بالرغم من أن والدتي بدأت بالصراخ بعدما أخبرها بما حصل ابن أخي”.