من الواضح أن العديد من المواقع الإليكترونية ممولة وتعبر عن رؤية مموليها , ولا تستطيع التحرر من قبضتهم إلا فيما ندر.
ووجود آليات تسويقية لأبواق الكراسي , ولكل متسلط بيده المال والسلاح , لتأمين الهيمنة والإستحواذ الغنائمي على البلاد والعباد.
ويبدو أن العشرات وربما المئات من المحطات الترويجية على شبكات الإنترنيت ومواقع التواصل الإحتماعي بأنواعها , فللمروّجين قنواتهم التي يخاطبون الناس من خلالها , واليوتيوب أقرب شاهد ودليل.
فالواقع المعاصر يختلط فيه ألف حابل ونابل , وتمتزج الرذيلة والفضيلة , وتتصادم الكلمة الطيبة مع الخبيثة , وفيه أعوان الشر ينتصرون على أصحاب الخير , وما أكثر الهرج والمرج.
ولا جديد في الأمر , فحال المجتمعات يتهاوى إلى القيعان عندما يتحطم مركز القوة وينتفي القانون , وتفقد أنظمة الحكم هيبتها وقيمتها , وتتجاهل المواطنين , وتترك الحبل على غاربه.
ومن أبشع ما يحصل , أن تفقد الكلمة قيمتها , والقلم دوره , لأن السلاح أصدق من المداد , والقول مباد , الناطق بالحق لسانه مقطوع , والمصلح منبوذ , والفاسد قائد , والمخلص شارد , فالخوف سلطان , والقتل والخطف هما العنوان , فلا تعتب على المروجين والمسوقين للخشيل , فهم يطاردون لقمة عيشهم , ويبيعون بضاعتهم كما كان الشعراء وأصحاب الأقلام على مر العصور والأزمان.
يميلون أنى تميل رياح الكراسي , فلا علاقة لهم بموقف , إنهم سائل يتلون كالحرباء , ويتخذ شكل الوعاء الذي يوضع فيه.
“ولا خير في ود إمرءٍ متلونٍ…إذا الريح مالت مال حيث تميل”
هؤلاء تواجهك مقالاتهم , وترويجاتهم للبضائع الفاسدة , فأسلوبهم ضعيف , وعباراتهم واهية , ويحاولون خداع القارئ , وكأنهم يغفلون أن الناس في العصر المعلوماتي صارت على معرفة ودراية وافية عن الكثير مما يجهلون , فهم يتوهمون المعرفة , ويتميزون بالنرجسية والأنانية الفاضحة.
وأكثرهم مدادهم جيوبهم , وما فيها يكون في أفواههم , وعلى السطور , فما أبخسهم , وأرخص بضاعتهم , وكأن حبل الكذب طويل , والتأريخ بلا أحكام وقوانين , فالزبد سيذهب جفاءً , وكم من كتاب في ظلمات النسيان يستكين!!
فهل من صرخة حق ونور كلمة؟!!
د-صادق السامرائي