17 نوفمبر، 2024 9:23 م
Search
Close this search box.

أبواب النجار مخلعة .. على هامش مؤتمر العراق لمكافحة الارهاب

أبواب النجار مخلعة .. على هامش مؤتمر العراق لمكافحة الارهاب

من سخريات الأحداث ان تعقد الحكومة العراقية المؤتمر الدولي مكافحة الإرهاب !! في الوقت الذي تفتقر فيه كل مقومات الأمن والسلام وانعدام التعايش السلمي بين أطيافه !! جميع المعطيات تؤشر الى انحدار البلاد نحو تقسيم طائفي وسياسي  واجتماعي ، وخير شاهد على ذالك صدور قانون الاحوال الجعفري للأحوال الشخصية مؤخراً  وما سيتبعه من انقسامات وتناحرات مذهبية  بين مكونات الشعب العراقي بعد ان كانوا في ظل قانون موحد يشمل جميع العراقيين كما  وأثبتت الأحداث الاخيرة من تفجيرات الحلة التي حدثت قبل انعقاد المؤتمر بأيام قليلة  فشل ذريع للأجهزة الامنية  وسخرية لاذعة من ابواقها الكاذبة في محاربة الإرهاب !!  ومن المخزي  ان تحدث هكذا خروقات أمنية في  المناطق المفترض منها تقديم الحماية الأمنية !! ما معنى هذا !! ومن يساعد في حصول هكذا خروقات !!و في هكذا أماكن  متزاحمة بعشرات السيارات والناس الأبرياء !!
الحكومة العراقية عاجزة تماماً من السيطرة على الوضع الأمني والدليل على دالك إصدار عطلة رسمية في اليوم المقرر لانعقاد المؤتمر أعلاه بدعوى تمكين المواطنين من إتمام بطاقة الناخب !!  فما هو الرابط بين بطاقة الناخب والعطلة الرسمية ؟!! ومن سخرية الاعلام  الحكومي الكاذب ان يكون هدف هذا المؤتمر تقديم تجربة العراق في مكافحة الإرهاب !! وان يكون مقرا للأمانة العامة لمكافحة الارهاب !! يبدوا ان الضحك على الذقون اصبح من هوايات وإبداعات قادتنا ويحترفون بمهارة عالية  مقولة ( كذب مسفط أحسن من صدك مخربط .. !!)  فهل استطاعوا بالفعل من تضييق حدة الارهاب والعنف الطائفي في العراق لكي يعطوا تجربتهم الى الدول الاخرى  في هذا المجال ؟!! كل المؤشرات تدل ان الأعوام الاخيرة هي تصاعد اعلى مراحل الارهاب التي تعصف العراق وتحصد  بأرواح الآلاف من العراقيين الأبرياء  والغريب انهم يدعون ان مصدر الإرهاب هو من الدول المجاورة وأن أجهزتهم الامنية ما زالت تلقي القبض على عناصر الإرهاب القادمة من تلك الدول !! وحقيقة الامر  ان السجون العراقية تضج ب آلاف الشباب والنساء العراقيين الأبرياء الذي اعتقلوا بدعوى قانون مكافحة الإرهاب !! وياليتهم بالفعل هم من قاموا بالإرهاب ، آلاف العراقيين اتهموا ظلما وجورا بدعوى مكافحة الارهاب وأصبحت هذه المادة القانونية ( مكافحة الارهاب ) تستخدم لتصفية حسابات شخصية وإبادة أبرياء مدنيين لا ذنب لهم سوى لكونهم من المذهب الفلاني اومن التوجه الفلاني !! الارهاب عزيزي القارئ له أجندة مدروسة ومدربة ضمن برامج وخطط  ميليشتيات وأحزاب سياسية متناحرة فيما بينها على كراسي السلطة !! تعرف جيدا متى وأين  تنفذ أهدافها وكيف تخرج نفسها منها بسهولة .. وعندما يتحدثون عن دول الجوار لا ندري لماذا يغضون النضر عن تواجد الحرس الثوري الايراني في العراق ؟!! وجهازي الأمن والاستخبارات الإيرانية  وخططهم العسكرية الخطير في تصعيد دائرة العنف والاقتتال المذهبي الطائفي  !! الذين جعلوا من العراق ساحة لهم لتصفية صراعات مذهبية طائفية من خلال ادخال مجاميع قتالية مدربة على حرب العصابات والإبادة الجماعية استهدفت العديد من المدنيين الأبرياء من أهل السنة وغيرهم في المحافظات العراقية ،  وهذا له تداعياته الخطيرة في توسيع الشرخ الطائفي المجتمعي في العراق  وتعميق التفرقة المذهبية بين مكونات الشعب العراقي كما سينعكس دوره على الساحة العربية بشكل عام ، خاصة عندما نجد امتداد وتوسع هذا التخطيط العسكري الايراني في كل من سوريا ولبنان ، ناهيك عن التدخل الايراني في السياسة العراقية وشؤونه الداخلية من خلال وجوه عراقية مزيفة تحاول ان تفرض هيمنتها وسطوتها بقرارات إيرانية تتحكم في مصير بلد وشعب عرف على مدى التاريخ بعروبته وحضارته العريقة التي تحاول الان وللأسف الشديد  أحقاد فارسية مذهبية تمزيق هذا الصرح الحضاري العريق ، انه مشروع صفوي تاريخي قديم يعيد تنفيذ أهدافه  وخططه بأشكال ووجوه مختلفة ، ايران الان نجحت ولأول مرة في تاريخ العراق الحديث من السيطرة بمقدرات العراق واتخاذ القرارات .
ان دخول عناصر الارهاب كل من ( تنظيم القاعدة ) و ( الحرس الثوري الايراني )  دليل قاطع على عجزالحكومة العراقية من قيادة الملف الأمني هذا ان لم تكن شريكا أساسيا في تسرب هذه العناصر الى العراق ، اما دخول وتوسع عمليات عسكرية جديدة  الى العراق بما تسمى داعش وغيرها ما هو الا فشل ذريع لقيادة الملف الأمني في العراق  وما هذا المكون العسكري الا حصيلة تفرقة مذهبية طائفية أنتجتها حكومة طائفية مذهبية هكذا حكومة لا تستحق ان تناط بمهام مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب بعد ان أزهقت  سياستها الرعناء  بحرا من دماء العراقيين الأبرياء فضلا عن اعتقال وتعذيب آلاف العراقيين في السجون العراقية التي فاقت همجية  النظام السابق !!
لو استعرضنا ارقام القتلى والجرحى و المعتقلين في السجون العراقيين  وعدد التفجيرات حصيلة العنف الذي يعصف بالعراق ألان وحسب احصائيات بعثة الامم المتحدة الى العراق فان الأعوام ٢٠١٣- ٢٠١٤  هي الأعلى معدل سنوي رسمي منذ عام ٢٠٠٨ في اعداد القتلى والجرحى من المدنيين والعسكريين والصحفيين والناشطين في الدفاع عن حقوق الانسان !! فضلا عن سياسة استهدتف اليساريين والديمقراطيين وترويع المسيحين والصابئة ، هكذا سياسة طائفية قادت البلاد الى استباحة نزيف الدم العراقي ، المستباح يوميا .. امام مرئ المسؤلين العراقيين الذين يغضون النضر بدم بارد !! انها تستحق ان تلقب بلا منازع بصانعة الارهاب ! ومصدر الارهاب .. فأين هي ومكافحة الارهاب بعد كل الخراب والدمار الذي يزهق أرواح المدنيين والعسكريين يوميا ؟! وما الذي قدمته للحد من هذا الدمار الذي يزهق الأرواح البريئة !!
هذا  يدل قطعا ان حقيقة وأبعاد هذه السياسة وإدارتها إلا أداة من أدوات الاستراتيجية الإيرانية في العراق تحديدا ، ومنطقة الشرق الاوسط عموما . انها حرب إبادة ،  وفتنة طائفية لا حدود لها  
نأمل نهوض مشروع عربي يستكشف نوايا وأهداف ايران الاستراتيجية على المدى البعيد في المنطقة العربية والعالم ككل .

* مديرة مركز المرأة للثقافة والفنون

أحدث المقالات