بينما كان زعيم انقلاب سنة 1958 عبد الكريم قاسم ( رحمه الله) يدير اجتماع خلية الازمة التي شكلها لمعالجة عشوائيات الصرايف في منطقة ( العاصمة والميزرة) آنذاك (حالياً احياء بارك السعدون ومستشفى العلوية )، والتي يسكنها المهاجرون من الوسط والجنوب، بعد هجرتهم الى بغداد في نهاية الخمسينيات بسبب ظروف العيش.
كان احد المختصين بتخطيط المدن يبدي استشارته ومقترحاته للزعيم ازاء آلية الحل لتوفير سكن لائق لأهالي العاصمة والميزرة، الذين يعيشون بشكل مزري لا يعرفه الا من كان يعيش وسطهم، كان بين المستشارين رجل يرتدي ( العقال)، وبينما استرسل مستشار الزعيم بحديثه…. يرسم مدينته الوردية لأهالي الميزره والعاصمة ليختم حديثه بحاجته لخمس سنين لتنفيذ مشروعه!، قاطعه صاحب العقال : ( “استاد اشو انت تجيل بمجيالك”! الجيم السومرية)، استشاط المستشار غضباً وأخذ يرمق الرجل المعقل شزراً، احس الزعيم بمشاعر المستشار تجاه الرجل المعقل، وقال له: ( دكتور أنت ترى الأمور بحسب مقاييسك وطرق عيشك، بينما هؤلاء الناس سقف مطالبهم هو سقف يظلهم وباب دار تقفل عند حلول الظلام).
مدينة الثورة (الصدر حالياً) ومشتقاتها، يقدر عدد نفوسها بـ (5000000) خمسة ملايين مواطن، لم تحظى باهتمام الحكومات الدكتاتورية ولا الديمقراطية!، هملت بقصد بسبب مواقفها المعارضة للنظام السابق، فيما تركت اموال اعمارها بأيادي غير امينة بعد العام 2003.
اليوم نراقب سعي رئيس الوزراء في انشاء مدينة مجاورة للمدينة الاصلية، وهو سعي محمود وممدوح، بيد ان سقف انجاز تلك المدينة يأكل من جرف الاهالي الكثير، فضلا عن عدم حل مشكلة المدينة القديمة التي تقترب شيء فشيء من تصنيفها غير صالحة للعيش، بسبب الانفجار السكاني، فالمدينة عند انشائها في الستينيات بمخطط ( 79) قطاع كل قطاع يحوي (32) بلوك وكل بلوك (30) دار مساحة الدار الواحدة (144م).(قطاع 43 أنموذجا).
ولو ضربنا (144×30) = 4320م مساحة البلوك الواحد ولو ضربنا ( 4320 × 4)= 17280 م مساحة اربع بلوكات.
فلو قامت الحكومة بشراء (120) بيت من كل قطاع، ما يعادل اربع بلوكات من كل قطاع، بسعر تحفيزي للمواطنين يكون قدره خمسة ملايين للمتر الواحد، نكون قد افرغنا مساحة (17280)م من كل قطاع، يتم استغلالها لبناء مدارس ابتدائية فقط، بسبب ارتفاع معدل الولادات، ولصعوبة انتقال الاطفال بتلك المرحلة مسافة ابعد من دورهم بهذا العمر، فضلاً عن زراعة مناطق خضراء لتحسين وتخفيف مخاطر البيئة، كذلك انشاء مستوصف طبي في كل قطاع لمتابعة الاطفال صحياً وتنظم لكل طالب بطاقة صحية الى جانب البطاقة الدراسية، وبذلك نكون حققنا اهداف المرحلة الآنية بالتزامن مع خطط الحكومة الاستراتيجية.
المشروع السالف كان احد برامجي الانتخابية عام 2014 ، وارجو ان يتحقق بوجود أبن المدينة …..واحد حكومة.