23 ديسمبر، 2024 8:53 ص

أبن البصرة ..جبار اللعيبي

أبن البصرة ..جبار اللعيبي

كثيرا ما سيذكر التاريخ اعمال المبدعين الذين استطاعوا حفر حروف أسمائهم في قلوب ابناء وطنهم، نتكلم هنا عن عراقنا الغالي،
فكثيرا ما تطلع العراقيون بعد سقوط نظام الطاغية صدام في ٢٠٠٣/٤/٩ الى ولادة رجال نستطيع تسميتهم برجال المرحلة كان احدهم ابن البصرة الخبير النفطي جبار اللعيبي، فعندما كانت النار تلتهم شركة نفط الجنوب وهي اكبر شركة في الشرق الاوسط، اتصل بكل من يعرفه وجمع مجموعة من الموظفين المخلصين واتجه بهم الى الرميلة واعاد تشغيل المحطات وبدء بتوفير ابسط امور الحياة من غاز المنازل و بنزين السيارات والنفط الابيض.
وفي اقل من 30يوماً بدء تصدير النفط واعادة الحياة الى العراق العظيم.
تسلم اللعيبي بعدها ادارة المؤسسة العملاقة وبدء العمل واعاد الشركة الى وضعها الطبيعي.
كانت وما زال له ستراتيجية خاصة في العمل تميزه عن غيره من المسؤولين. فبدء بتشغيل العاطلين عن العمل من اهل البصرة حتى وصل تشغيل العاملين بداخل شركة نفط الجنوب الى 9000ألف عامل بين ثابت وعقد وأجر يومي، كان حريصا على تشغيل اهل البصرة وتوفير معيشة كريمة لهم.
كانت له بصمة واضحة في وضع خطة لبناء دور سكن للعاملين داخل القطاع النفطي لتوفير الراحة لهم، حتى استطاع من بناء 3000ألف منزل داخل البصره وتمليك 5600 قطعة ارض وتبليط اغلب شوارع البصرة.
بعد هذه الاعمال التي كان اسم جبار اللعيبي ماركتها المسجلة، جائت جولات التراخيص فقال كلامه المعروف” لن اوافق على بيع العراق مدة 20سنة” فتدخل الفاسدون وازحو جبار اللعيبي عن منصبه في سنة2008 بعد عمل دام 4سنوات من الكفاح.
اعتزل اللعيبي العمل، وبقي يراقب الوضع داخل العراق وبقلب يملأه حسرة على اموال العراقيين التي تنهب وفي عام 2016 بدءالعراق يسير نحو الهاوية، نعم انها تراكمات الفشل في قيادة المؤوسسات العراقية المدنية بشكل صحيح، فلا رواتب منذ 3إشهر ولعدة وزارات منها الصحة، التعليم ،التربية، ومجموعة من معامل العراق بدء الناس بالتظاهر والخروج الى ساحات الحرية تطالب بلأصلاح والتخلص من سطوة السراق والمارقين الفاشلين في هذا البلد الجريح، بدء الناس بالمطالبة بوجود قيادات في الحكومة تكنوقراط مستقلين لا تصنعهم الاحزاب وتسيسهم لتنفيذ اجنداتها داخل مؤسسات الدولة، كانت الحاجة الى قيادات كفوءة تستطيع قلب المعادلة وبسبب الضغط الجماهيري الحاصل على الحكومة تم اختيار الخبير جبار اللعيبي ليتسنم منصب وزير النفط داخل العراق سنة 2016.
كان من اهم منجزاته حينها، قيامه بلعمل والاجتماع بدول منظمة اوبك واقناع السعودية وروسيا الى تقليل الانتاج حيث كان سعر برميل النفط 36دولار وهو سعر لايكفي شراء عتاد لمحاربة داعش المستشري في العراق والحكومة بحيره من امرها وهرب اغلب المسؤولين خارج العراق “خوفاً من الارهاب الاسود “ومن الناس التي خرجت وتجمعت داخل المنطقة الخضراء وبخطة ذكية من اللعيبي ارتفع سعر برميل النفط من 30الى 60دولار وهنا بدء العراق ينتعش من جديد.
استمر اللعيبي بتطوير النفط والاهتمام بالعاملين داخل القطاع النفط منذ تسلم الوزاره وخلال سنة وست اشهر استطاع اللعيبي ان يسلم اكثر من 20 ألف قطعة ارض الى منتسبي وزارة النفط، واهتم بجميع محافظات العراق وكانت البصرة على راس القائمة فكانت منجزاته واضحة في الفيحاء وعمل مجموعة من المشاريع منها من راى النور ومنها من وصل الى مرحلة متقدمة من العمل واهم المشاريع في الفيحاء شارع المكينة، شارع محمد القاسم، شارع الشعيبة، جسر الزبير، افتتاح مستشفى النفط، مشروع المفتية، وعدة مدارس داخل محافظة البصره والاهتمام بمستشفى الطفل، ومستشفى الزبير والضغط على جميع الشركات العاملة في الجنوب
لتقديم خدمات الى المحافظة الصابرة.
لم يبقى لنا الا نقول نرفع لك القبعة سيد اللعيبي فمثلما كان هناك ابطال رفعوا راية العراق في ساحات القتال ضد الارهاب الاسود كان هناك رجال ديدنهم رفع راية العراق في مؤسساته المدنية والنهوض بها بعد ان اصابها الانهيار الاقتصادي،كنت بحق رجل المرحلة الذي ستخلد اعماله في تاريخ العراق النفطي.