27 يناير، 2025 10:47 ص

عندما نقارن أبناء دول الأمة بغيرهم يظهر الفرق الشاسع بين قيمة الإنسان في الحالتين.

في دول الأمة قيمة الإنسان مجهولة ومصادرة بالكامل , فالقيمة الأساسية للكراسي ومَن فيها , وفي دول الدنيا المعاصرة القيمة العليا للمواطنين.

في سبعينيات القرن العشرين , أحد الدول كانت ترفع شعار “الإنسان قيمة عليا” , وكان الفعل يناهض الشعار ويسحقه تماما.

فدولنا ما تعلمت كيف تصون قيمة المواطنين فيها.

والدليل أن في كل منها سجون مروعة ومعتقلات سرية لتعذيب المعارضين السياسيين , وقتل الأبرياء بلا مسوّغات قانونية أو جرمية.

مَن يتسلط في مجتمعاتنا , يتوهم بأنه يمتلك صلاحيات رب العالمين , فهو يحي ويميت , ويجور , ويحسب الوطن وما فيه ملكه المشاع والمطلق , ويجيز لنفسه التصرف بثرواته بلا مساءلة أو قانون , فهو فوق كل شيئ ومالك كل شيئ.

مجتمعاتنا بلا دستور حكم وطني أمين , ولا قوانين ذات هيبة وقدرة على صيانة حقوق المواطنين , وإقامة العدل ولو بنسبة قليلة.

فصاحب الكرسي يصبح الوطن , والوطنية تقاس بمقدار التقرب منه , والمواطن رقم وحسب , يمكن تحويله إلى ما يريد الكرسي وفقا لنشاطات وسائل إعلامه الموجه , والذ يبرمج الرؤوس ويصنع الآراء الموالية لسلوك الكرسي العتيد.

وبموجب ما تقدم , الشعور بالمواطنة والترابط الحقيقي المعاصر مع الوطن , يتشخصن , ويكون الإنسان وكأنه في زنزانة تسمى وطن , ولا يستطيع أن يطالب بأبسط حقوقه , لأنه سيحسب من الأعداء والمعارضين ويستحق السجن والتعذيب والتغييب.

و”ليس ثمة مكان أغلى من الوطن”!!