الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر من يوم الثلاثاء المصادف 17 أيلول 2024 بتوقيت لبنان انفجرت معظم أجهزة البيجر نوع ” إيه أر 924 ” التي يحملها منتسبين وأعضاء وقيادات حزب الله لغرض التواصل فيما بينهم، والتي تم استيراد شحنة عددها خمسة لألافجهاز خلال الأشهر الماضية، وتنتجها شركة “غولد أبوللو“ ومقرها تايوان، وبدورها الشركة أوضحت في وقت سابق، أن الأجهزة التي تفجرت من إنتاج شركة “بي.أيه.سي“ في العاصمة المجرية بودابست ، والتي لديها ترخيص باستخدام علامتها التجارية .
في أخر تصريح رسمي لعدد الضحايا والجرحى وحسب بيان وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض لوسائل الأعلام:“ حصيلة عدد الضحايا والجرحى بلغ 12 أشخاص قُتلوا وأُصيب نحو 2750 إلى 2800 بانفجار أجهزة الاتصالات، مضيفا أن أكثر من مئتين من الجرحى حالتهم حرجة، وكشف أن معظم الإصابات كانت في الوجه واليدين وفي منطقة البطن“.
لغاية هذه اللحظة لم تخرج جميع تحليلات الخبراء الأمنيين والتقنيين في امرين اثنين لا ثالث لهم، أما أن يكون الاختراق أجهزة البيجر من خلال تحميل برمجية خبيثة فايروس ترفع درجة حرارة البطارية مما يؤدي الى انفجارها، أو من خلال وضع شحنة متفجرة صغيرة يتم تفجيرها عن طريق اتصال وأرسال رسالة مشفرة خاصة مصممة لهذا الغرض.
المهم في هذا الاختراق الأمني من قبل أبناء العم، والذي يعتبر بالوقت نفسه ضربة معلم، وفضيحة أمنية واختراق، وان حزب الله اللبناني وحتى الحرس الثوري الإيراني اصبح مجرد كتاب مفتوح لهم، بحيث استطاعوا بسهولة التحضير الى هذه العملية والوصول مباشرة الى المصنع وسلسلة التوريد لهذه الأجهزة،وبوضع برمجية خبيثة أو مواد متفجرة!؟.
السذاجة والغباء في بلع هذا الطعم بدون أن تكون لدى جميع القيادات الأمنية والأجهزة الاستخبارية لحزب الله اللبناني , الشعوربمرارة الغصة عند بلع الطعم , أو حتى أن يتم التفكير – هذه تعتبر من البديهيات وأساسيات العمل الأمني – تتمثل عند استلامهم شحنة أجهزة البيجر أو أية شحنة تحتوي على الكرتونياتوبرمجيات تقنية , وذلك بأخذ عينات عشوائية لغرض فحصها وتفكيكها , وإخضاع كل جزء من الجهاز لاختبارات صارمة من قبل المختصين التقنيين لديهم في هذا المجال وتقديم تقرير نهائي مفصل بالموافقة في استعمال هذه الأجهزة من عدمها !!؟.
بمختلف مسميات وعناوين الأجهزة الاستخبارية والأمنية والتجسسية للحرس الثوري الإيراني ولحزب الله اللبناني نشاهد بان هذه الأجهزة منصبة فقط لغرض مراقبة ومتابعة حثيثة ومطاردة , وتصل حتى الى التصفية الجسدية والاغتيالات لجميع العراقيين واللبنانيين والسوريين , وبالأخص الإعلاميين والكتاب والصحفيين والممثلين , وحتى المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي , والذين ينتقدون التدخلات السافرة من قبل الأجهزة القمعية لولاية الفقيه , وفي جميع مناحي حياتهم المجتمعية الاقتصادية والسياسية وغيرها , وتنصب خبراتهم التقنية التجسسية في هذا المجال فقط , أما مواجهة الأجهزة الأمنية والاستخبارية للشيطان الأكبر والصاغر – أمريكا وإسرائيل – واختراقها من قبلهم فليس من صميم عملهم …هم فقط نراهم يراقبون حتى انقاس هؤلاء المعارضين , ويتم تهديدهم بالقتل والتصفية الجسدية , وهذا حدث ويحدث في السابق وحاليا وحتى في المستقبل !!؟.
واخيرآ وليس أخرآ , وهذا هو المهم حاليآ , بان جميع شركات الطيران قد الغت رحلاتها من والى لبنان !؟ ولكن الأهم في اعتقادنا لجميع شركات الطيران حول العالم حاليآ , بان تقنية تفخيخ أجهزة البيجر والتي تم استخدامها من قبل الأجهزة الاستخبارية لأبناء العم , ومن حيث يعلمون أو لا يعلمون , قد فتح ليس بابآ واحدآ ولكن عدة أبواب وعلى مصراعيه تقنيآ وتكنلوجيا للمعرفة والبحث والتطوير والاستخدام بالمستقبل , بالنسبة للحركات والتنظيمات والأحزاب التي تنتهج العنف المسلح والقتل والاغتيالات والتفجيرات وذلك بإعادة استخدام أجهزة البيجر لتفخيخها بطرق تقنية وبرمجية متطورة معززة بالذكاء الاصطناعي التوليدي , ولغرض الاستفادة منها في المستقبل لعمليات الاغتيالات للشخصيات السياسية والاقتصادية والإعلامية وحتى لتفجير الطائرات المدنية … لذا من المهم حاليآ ولجميع الأجهزة الأمنية والاستخبارية الإن, وضع الدراسات المعرفية والتقنية وأنشاء طرق تفتيش مبتكرة واكثر صرامة عند مداخل المطارات والتجمعات البشرية والأسواق لأفشالمسبقآ أي محاولة إرهابية من قبل هؤلاء المتطرفين وغيرهم , باستخدام تقنية تفجير أجهزة البيجر , والتي فضح تقنيتها للعالم أبناء العم !؟ وهذا الاستنتاج من قبلنا ناتج عن فهمنا وقراءتنا للبعد الأخر غير المريء حاليآ للحدث!.