18 ديسمبر، 2024 7:13 م

أبناء العشائر في الأنبار والمستقبل المجهول

أبناء العشائر في الأنبار والمستقبل المجهول

لم يكن تنظيم داعش جديداً على الأنبار والمحافظات السنية ففي عام 2006-2008 كان الكثير من عناصر تنظيم القاعدة – سابقاً- داعش حالياً متواجدون في هذه المحافظات، وكذلك العشائر السنية تعرف طبيعة هذا التنظيم وتعاملت معه في تلك الفترة وخاضت حروب شرسة ضده انتهت بخروجه من المحافظات السنية إبان تشكيل الصحوات في عهد عند رئيس الوزراء السابق نوري المالكي .
فبالرغم من التضحيات والشهداء الذين قدمتهم محافظات الأنبار والغربية عموماً إلا أن هذه التضحيات لم تشفع لهم عند نوري المالكي ولم تؤسس هذه التضحيات للثقة من قبل نوري المالكي، بل بعد انتهاء المعارك وانتهاء تنظيم القاعدة على يد أبناء العشائر من هذه المحافظات وحتى في بغداد وغيرها إلا أن التعامل كان مع هؤلاء الجنود مجحفًا جداً، إذ كانت التوجيهات تقضي بإلقاء السلاح ونزعه من هذه ” المليشيات ” كما سمّتها دائرة نزع السلاح وتحويل هذه القوة الهائلة من أبناء العشائر ليكونوا موظفين مدنيين في دوائر الدولة والتي من أصلها تعاني تضخمًا في عدد موظفي الدولة ..
لم تكن هناك حاجة لهؤلاء الموظفين القادمين من معارك ضارية خاضوها مع تنظيم القاعدة، وليتوزعوا في الدوائر والوزارات وكمثال: فقد جاءت حصة وزارة النفط 4000 عنصر من المقاتلين ليرموا سلاحهم ويلتحقوا بدوائرهم، وللعلم هم لم يباشروا في عملهم ولو ليوم واحد إنما كانوا فقط
يسجلون حضور في الدائرة كل شهر تقريباً . فلنا أن نتخيل حجم هذه التصرف السيء وتأثيره على البلد بشكل عام .
كان يمكن أن يكون هؤلاء المقاتلين في مناطقهم يباشرون المهام الامنية ويحافظون على أمن محافظاتهم ومناطقهم، فهم أعرف بها وأعرف بكل العناصر الإرهابية التي كانت متواجدة في هذه المحافظات، وكما قيل ( أهل مكة أدرى بشعابها ) ولكن ذلك لم يحدث إذ تبخر هذا المشروع الكبير .
اليوم أبناء العشائر مشاركون فعليّون في معركة تحرير الانبار وستتحرر لا محالة – بإذن الله – فما هي السيناريوهات المتوقعه .
هل سينتهي مشروع أبناء العشائر على غرار مشروع الصحوات وعددهم اليوم ما يقارب 10000 عنصر مدربين على يد القوّات الأمريكية ومؤهلين لمباشرة المهام الأمنية في المحافظة بعد مرحلة داعش، فما هو تصرف السيد العبادي هل سيحذوا حذو سابقه نوري المالكي ويحول هذه العناصر الى الدوائر المدنية التي تعاني تكدس الموظفين، أم هذه التضحيات التي قدمتها عشائر البونمر والبو فهد ستؤسس لمرحلة الثقة مع الحكومة وتُجَهِّز أبناء العشائر بالمعدات والأسلحة ويكونوا في مناطقهم ومحافظاتهم لحفظ الامن فيها ومقارعة الإرهاب ؟؟ وهذا هو المطلوب والذي يجب أن يكون هو المشروع القادم لأبناء الانبار ويعمل عليه بجد مجلس محافظة الأنبار فهو سيكون صمّام أمان للمحافظة ومنع نشوء المجاميع الإرهابية مرة أخرى .