23 ديسمبر، 2024 7:32 م

أبناء العراق يقتسمون خبر الموت

أبناء العراق يقتسمون خبر الموت

لم يعد في ارضنا أمن ولا امان ،فالكل مستهدف، والحل “سهل” بأن نترك العراق ، صرخة مدوية نطلقها للذين في اذانهم وقرٌ ، لأننا راسخون في الأرض كما نخيل العراق ، لا نعتقد انها تتجاوز الاحتجاج الى الهرب من البلاد ، بل تمثل إجابة لكم بعد كل ما فعلتموه وأسئتم الى النفسالتي خلقها الله فاحسن تقويمها ، نحن نعلم ونتفهم كيف صعتم الى الهاوية من وراء جبن اعمالكم ونعلم أيضا انكم لا تستهدفون شريحة ما ، بل ان الهدف العراقيون جميعا .
 مبروك لكم لقد ربحتم  وجعلتم العراق ليس مكانا امنا للعيش فيه ، ولكننا نبشركم أيضا ان كيدكم سيرتد الى نحوركم ،ويبدو ان الهدف معلوم من وراء هذا العمل الجبان ، لان القتلة الذين صاروا يستهدفون العراقيين بكل شرائحهميريدون القول، ان العراق لم يعد مكانا آمنا للعيش فيه ، خصوصا عندما تتحول المؤسسة الأمنية الى سوق للبورصة ، مباح فيها دموحرمة وكرامة العراقي .. ويال الثمن البخس الذي قبضتموه ! فهل ارتويتم ؟ وهل امتلأت كروشكم من المال السحت الحرام وهل اكتفت هامتكم من التذلل لغير الله ، لقد اسئتملأنفسكم واهليكم وللمؤسسة التي كانت في يوم ما فخرا وعزا لكل العراقيين .
ان أعداء وحدة العراق ليسوا في الخارج فقط، بل هناك أعداء ومتآمرين في الداخل ممن يرون في هذه الأعمال الإجرامية مقدمة لنيل ثمار قد اينعت وان قطافها. ومع كل سلسلة تفجيرات يظهر علينا الساسة والمسؤولون، بتبريرات ووعود، بعد ان يَلقون التهم على هذه الجهة أو تلك، وكأن مهمتهم قراءة الطالع وليس القاء القبض على المتورطين، حتى سئمت الناس سماع تبريراتهم هذه، وباتت على يقين من ان هذا المسلسل لن ينتهي اذا ما بقي الوضع على ما هو عليه، فالجميع يستنكر ليعلن براءته مما حصل والجميع مشغول بخصومات وعداوات ،تجعله يستثمر هذه الأفعال لينال من خصمه أو يحاول ان يلقي التهمة عليه،
ما يحدث في العراق اليوم هو نموذج حي لفشل القادة والسياسيين في ترسيخ الديمقراطية، فالعراق الموحّد نراه اليوم يتمزق داخلياًيسوده التفكك والانقسام والتنازع على السلطة بين القوى والأحزاب المختلفة، دون أن يعترف الجميع بحرية الاختلاف وعدم اقصاء الاخر،وهكذا اصبحنا كالكرة بتقاذفها الطرفان، فيما يستمر مسلسل القتل والخطف والتهجير، والضحايا هم العراقيين وحدهم الذين يقتسمون الموت كما يقتسمون رغيف الخبز .