23 ديسمبر، 2024 5:15 ص

بضمير أعرج، وصف الأعرجي متظاهري البصرة بأنهم مجموعة من الجن الأزرق تحركهم أصابع شبحية لعينة! هكذا، بزيارة خاطفة لم يخسر فيها من وقته الدولاري الثمين غير بضعة ساعات، استطاع الأعرجي بنظرة صائغ متمرس أن يكتشف ما عجزت عنه الشرطة المحلية الخائبة.
لا أظن الأعرجي يملك من المؤهلات التحقيقية ما يملكه شخص مثل “باقر جبر صولاغ”، أسعده الوقت بمشاهدة المزيد من أفلام “آرسين لوبين”، و”شارلوك هولمز”، فكيف لمح الخيط الخفي الذي أراد المتآمرون إخفاءه بين خيوط الكهرباء المتشابكة؟ هل هي فطنة صائغ حقاً، أم خسة، واستهتار، بل احتقار لدماء ومشاعر شعب كان ينتظر من حكومته، في الأقل، كلمة منصفة، يطبب بها جراحاته، حتى إن كانت هذه الحكومة من قماشة رديئة كالحكومة العراقية؟
برأيي، إذا لم يكن هذا الموقف البارد استهتاراً، فلا معنى ولا حقيقة، على الإطلاق، للاستهتار.
لقد أمِن هؤلاء اللصوص – للأسف الشديد – سطوة الشعب، وما عادوا يقيمون له وزناً أبداً، بعد أن ضيّعه رعاته الطالحون، وتركوه، كالقطيع السائب، نهبةً للذئاب. فالمؤسسة الدينية التي وعدتهم بحكومة رشيدة يرأسها أصحاب الأيدي المتوضئة، كما يزعمون، صامتة، كالعادة، عن دمائهم وكراماتهم المهدورة، وكأن ما يجري لا يجري في البلاد التي سلقوا رؤوس أبنائها بالفتاوى المحرضة على المشاركة في الانتخابات، أو كأن الدماء التي سفكت ليس بلون الدماء المسفوحة في سبايكر، وإلا ألا تستحق الدماء البرئية لأبناء الجنوب ولو كلمة إدانة، أو شجب، أو حتى عتب تافه لتغوّل الحكومات المحلية وشرطتها؟